الرئيس سعيد سيصبح حزين

في السياسة كلّ شيء محسوب ولكلّ خطوةٍ تداعيات ونتائج، فلا مراهقة ولا مغامرة في مناهج فن الممكن.

0

الرئيس سعيد سيصبح حزين

 

أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد، بقرار ارتجالي غير مدروس، بتجميد عمل مجلس النواب ونقل الصلاحيات التنفيذية لصالحه. وأطلقت الصحف ونشرات الأخبار “في تونس انقلاب سياسي”، على رغم عدم إيماني بهذا المصطلح، الذي يشير لعدم استخدام العسكر والقوة، وأنَّ ما حدث ليس بانقلابٍ إنما هو التفافٌ على الشرعية والقانون وبهذا القرار فإن سعيد فتح أبواب جهنم على بلاده. ستشهد تونس صراع إرادات سياسية ومصالح حزبية فمن الحماقة اتخاذ هكذا قرار في بلد يبيح التعددية وفيه أحزاب لديها جماهير وقوة لن تسمح لك بأن تلوي ذراعها، الا عن طريق صناديق الاقتراع فهي الوسيلة الأكثر ضماناً وأماناً للتغيير، فزمن الخمسينيات والستينيات قد انتهى، واليوم ليس بالأمس، ففي عصر الديمقراطية لا يوجد شيء اسمه انقلاب، إنما هنالك تغيير ولهذا التغيير أدبيات، والتغيير في الديمقراطيات لا يأتي إلا عن طريق الإرادة الشعبية فهي الوحيدة التي تملك القدرة والتأثير، ومن أشد الأخطاء التي تُرتكب أن تنقل تصارعاً على سلطة  من أروقة قصور السلطة إلى الشوارع فحينها ستفقد السلطة الهيبة وقوة الفرض الذي تتمتع بها  فيصبح العصيان والفوضى سمة غالبة على الفرد.

 

إن مشكلة شعوبنا العربية وتحديداً العراقي هي العاطفة، فقد شاهدت احتفالات فرحةً بقرار سعيد الذي سيجعل من تونس حزينة إن لم يتم تدارك الأمر وإنهاء هذه المراهقة السياسية.

في عالم السوشل ميديا أصبحنا أقرب وعلى اطلاع كبير، فوجدت الكثير من أبناء شعبنا الغيارى فرحين متضامنين مع التونسيين لهذا النصر العظيم! ويتمنوا صدور هكذا قرار ينهي الأحزاب والمجلس تمثيلي! الذي جاء بإرادة شعبية وانتخابات وإن كان عليها غبار ولكن في النهاية هنالك عملية انتخابية قانونية دستورية صحية.

عندما مررنا بأزمة البديل لعادل عبد المهدي، رئيس الوزراء السابق، تحرك رئيس الجمهورية قليلاً ليكون له دور بإختيار رئيس الوزراء فشاهدنا الطيران يحلق فوق قصر السندباد ورصاصات الحرب كادت أن تطلق لولا تدارك الموقف باختيار الكاظمي كحل وسط. فالعراق ليس بتونس ووضعنا لا يسمح بهكذا صبيانية سياسية ولا بمغامرة أخرى نحن في غنى عنها فسبيلُنا الوحيد كشعب يرغب بالتغيير هو الذهاب إلى صناديق الاقتراع وتغيير وتحديد مصيرنا ومصير الأجيال القادمة ولأجل عراقٍ مزدهر..

الكاتب / سجاد سفيح
التدقيق والتحرير / نور علي

Leave A Reply