“دهابا ربا”رأس السنة المندائية

العراق مهدًُا للحضارات و للكثير من الثقافات والأديان وان هذا التنوع منحه سمة تفتقر لها الكثير من الأوطان وبهذا التنوع عاش سكان وادي الرافدين محافظين على ثقافتهم وتنوعها ومن أهم هذه الثقافات هم الصابئة المندائيين لنتعرف على ثقافتهم وأهم مناسباتهم

0

“دهابا ربا”رأس السنة المندائية

 

يحتفل الصابئة المندائيين بدهابا ربا وهو عيد رأس السنة المندائية وتُمارس قبل هذا اليوم طقوس مقدسة (كنشي وزهلي) فحسب العقيدة الصابئية يستعد أبناء الطائفة للتعميد في المياه الجارية لتجديد العهد والثبات على الشريعة وتبدأ الطقوس من صبيحة يوم (٣٠ طمابيث) حسب التقويم المندائي لغاية الساعة السادسة مساءًا.

وعلى الرغم من أهمية هذه المناسبة لما لها من خصوصية دينية وروحانية عند الصابئة المندائيين وان تشوقهم لا يوصف لهذهِ المناسبة ولكن تم الغاء مراسيم الاحتفال تضامنًا مع أهالي ضحايا مستشفى الإمام الحسين “ع” في ذي قار ويتحدث الشاب “أحمد الكلمشي” نتحسر على إلغاء مراسيم الاحتفال لهذهِ السنة ولكن ما حدث من فاجعة في الناصرية هو جرح لكل العراقيين فهو لا يقتصر على الناصرية، فنحن مواطنون عراقيون يجمعنا العراق بأختلاف هوياتنا الدينية والعرقية وعلينا كأبناء بلد أن نتضامن مع أهالي الضحايا فنحن كالجسد الواحد تجمعنا الكثير من الخصائص وإلغاء المراسيم هو أقل ما يمكن أن نقدمه من تضامن مع أهالي ضحايا مستشفى الحسين في ذي قار.

 

“دهابا ربا” هو بمثابة انتصار الخير والحق على الشر كما يراه المندائيين وحسب العقيدة المندائية فإن الخالق أمر بتصليب الأرض وتجهيزها للسكن لذرية آدم وفي نفس اليوم تم خلق آدم ونفخ فيه الروح ويستمر الاحتفال به لمدة ٣٦ ساعة وهي فترة خلق الأرض فلا يقوم أحد بلمس شجرة أو حيوان أو الاختلاط بالمحيط الخارجي حيث يقومون بتخزين الماء والطعام خلال يوم كامل بما يكفي ليوم ثاني بعده أو نصف اليوم و الاعتكاف داخل المنزل وممارسة الطقوس والتعبد.

إن “دهابا ربا” هو العيد الثالث من حيث ترتيب الأعياد عند الصابئة فالأول البرونايا (عيد الخلقية)،الدهفة ديمانة (يوم التعميد الذهبي) هو العيد الثاني،الثالث هو الدهابا ربا (العيد الأكبر) والرابع الدهفة حنينا (عيد الازدهار).

 

يعلق “محمد سالم” أن فاجعة مستشفى الإمام الحسين بكل ما تحمله من ألم وحرقة،فقدان الاحبة الا ان هناك مواقف مشرفة التي تدل على التماسك المجتمعي والتكاتف ما بيننا كعراقيين وكان أبرزها الإعلان عن إلغاء مراسيم الاحتفال برأس السنة الجديدة عند الصابئة المندائيين فأنا كعراقي مسلم من أهالي ذي قار افرحني هذا الموقف المشرف المتضامن معنا بما أصابنا من فاجعة تدمي القلب وتحزنه وان مثل هذه المواقف النبيلة ليست بجديدة على أبناء الطائفة المندائية.

وتعتبر المندائية أو الصابئة المندائيين من أقدم الأديان في العراق وتمتد جذورها لأكثر من ألفي عام داخل بلاد الرافدين وكلمة صابئة مشتقة من “صاب” بمعنى انغمس أو اغطس بينما التفسير بالمندا تعني المعرفة فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق او المتعمدين.

وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيين تاريخ مدون حديث عن ماضيهم بسبب إتلاف وخرق مدوناتهم وتعرضهم للاضطهاد على مر السنين.

صدرت الكثير من الإشاعات والخرافات عن الصابئة المندائيين وعن ديانتهم وهذا بسبب عدم اختلاطهم بالاقوام الأخرى وسرية طقوسهم التي يمارسونها ولكنهم يؤكدون على إيمانهم بخالق واحد خلق الأرض والسماء ويصر المندائيين على أنهم جذر التوحيد الأول.

 

الكاتب / سجاد سفيح 
التدقيق والتحرير / مريم عقيل 

Leave A Reply