الاضطرابات الانشقاقية
الاضطرابات الانشقاقية هي نوع من الاضطرابات العقلية التي يعاني المصاب على اثرها من اعراض غريبة ومؤذية ماهي هذه الاضطرابات وماهي اسبابها وانواعها تعّرف عليها اكثر من خلال قراءة المقالة ...
الاضطرابات الانشقاقية
-تعد الاضطرابات الانشقاقية نوع من الاضطرابات النفسية التي تحدث نتيجة التعرض لضغط نفسي هائل نتيجة التعرض لموقف صادم يفوق قدرة الدماغ على تفريغه و تحليله و التخلص منه لذلك يلجأ إلى ظهور هذا النوع من الاضطرابات لفصل أحداث و مكان الصدمة و كل شيء مرتبط بها عن الواقع ، و تنطوي الاضطرابات الانشقاقية على حدوث خلل في الذاكرة و الهوية و الأفعال و الوعي و انفصال عن المحيط والواقع.
–الأشخاص من كل الفئات العمرية و الخلفيات المجتمعية معرضين للإصابة بهذه الاضطرابات و تعد النساء و الأشخاص الذين واجهوا عنفا أسرياً او تعرضوا للاعتداء الجنسي أكثر عرضة للإصابة .
-الأعراض :
بشكل عام تتضمن :
1) فقدان جزء من الذاكرة إذ يفقد المريض قسماً محدداً من ذكرياته فمثلا يمكن أن يتذكر المريض فقط ذكرياته و الأشخاص الذين يعرفهم عندما كان في سن السابعة من عمره .
2) يعاني المريض من صحة نفسية سيئة مليئة بالتوتر و القلق و الأفكار السلبية مثل أذى النفس والانتحار.
3) الشعور بالانفصال عن العواطف و المشاعر كأن تعيش بجسد آخر, و المعاناة من تعدد الهويات و هذا ما يعرف بانفصال الهوية الذاتية إذ يعاني المريض من عدم قدرته على تحديد هويته .
اما بشكل خاص قد تعتمد الأعراض على نوع الاضطرابات الانشقاقية المندرجة في الدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) , و تقسم إلى ثلاث أنواع :
1)اضطراب الذاكرة الانفصالي : و يكون على شكل فقدان ذاكرة إما بشكل جزئي لحدث أو فترة زمنية معينة و يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعاً أو فقدان جزء معين من فترة زمنية أو حدث معين و نادرا ما يحدث فقدان الذاكرة بشكل كلي ،إذ ينسى المصاب بعض الأحداث و الذكريات و الأشخاص بشكل أكثر حدة من فقدان الذاكرة الطبيعي و يفقد المصاب معلومات عن ذاته و السبب وراء هذا النوع من الاضطرابات الانشقاقية قد يكون صدمة شديدة مثل الاعتداء الجنسي أو المعاناة من ظروف قاسية مثل الحروب إذ يلجأ المصاب إلى نسيان كل ما يدور حول الصدمة ، اما لفترة الصدمة فقط أو لأحداث ما قبل الصدمة ايضاً وقد يعاني المصاب من فقدان الذاكرة اما لفترة وجيزة من الزمن أو قد تستمر لأشهر و سنوات وقد يعاني المصابون من نوبات متكررة طوال حياتهم .
2)اضطراب الشخصية الفصامي: كان يعرف سابقا باضطراب الشخصية المتعددة عادة ما يرتبط هذا النوع من الاضطرابات الانشقاقية بالعنف عند مرحلة الطفولة إذ أن 90%من الحالات في أوروبا و أميركا كانت لأشخاص عاشوا طفولة صعبة و تعرضوا للإهمال والعنف، و يتمثل هذا الاضطراب بأن يعاني المصاب من التعامل مع هويتين أو أكثر(في نسبة ضئيلة من الحالات) و لكل هوية أو شخصية صفاتها و طرق تفكيرها و تصرفاتها الفريدة و حتى هواياتها و ذوقها إذ إن كل هوية من هذه الهويات تكون منفصلة عن الأخرى كأن تكون لشخصين في جسد واحد و حتى الذكريات الخاصة بكل شخصية منفصلة عن الأخرى إذ يعاني المصابون من عدم تذكر الأحداث التي حصلت خلال التبديل بين الهويتين ، تعد محاولات الانتحار و أذى النفس أمراً شائعاً عند أغلب المصابين باضطراب الشخصية الفصامي .
*يجب التفريق ما بين اضطراب الشخصية الفصامي و الصورة الخاطئة الشائعة عن اضطراب الشيزوفرينيا اذ إن الشيزوفرينيا عبارة عن أوهام و هلوسات و ليست تعدد هويات أو شخصيات .
3)اضطراب تبدد الشخصية /الاغتراب عن الواقع: اضطراب تبدد الشخصية هو انفصال عن ذات الشخص و مشاعره و أحاسيسه و جسده إذ يفتقر المصاب إلى العاطفة و كأنما يشاهد المصاب نفسه عن بُعد و لا يعيش هو بنفسه أحداث حياته ، أما الاغتراب عن الواقع فيشعر المصاب أن ما يمر به وكل أحداث حياته و الأشخاص و الأماكن من حوله هي عبارة عن شيء غير واقعي وغير ملموس أي الانفصال عن الواقع و غالبا ما يكون الشعور مشابه لأحلام اليقظة قد تستمر الأعراض لبضع لحظات بين فترة و أخرى و يمكن أن يعاني المصاب من تكرار هذه الأعراض على مدى طويل .
–الأسباب وراء الإصابة بالاضطرابات الانشقاقية : بشكل عام يعد التعرض للأحداث الصادمة القاسية مثل الكوارث الطبيعية و الحروب و التعذيب و الاعتداءات الجنسية مسبباً رئيسياً لهذه الاضطرابات، و يوجد ارتباط مباشر ما بين الصدمات عند مرحلة الطفولة المتمثلة ب بيئة عائلية متوترة و الإهمال و النقص العاطفي و التعرض للاعتداء الجنسي أو الجسدي و بين الإصابة بالاضطرابات الانشقاقية عند مرحلة البلوغ.
–التشخيص و العلاج : يكون التشخيص بناءاً على مراجعة الأعراض بدقة لضمان عدم المخالطة بينه و بين بقية الاضطرابات المشابهة و استبعاد الأمراض الجسدية مثل ورم الدماغ مشاكل النوم أو الحوادث التي قد تسبب أعراض مشابهة ک فقدان الذاكرة ، و يلجأ الأخصائيون إلى مراجعة سجل تاريخ المصاب لمعرفة نوع الصدمات النفسية و الأحداث القاسية التي أدت بالشخص للإصابة بالاضطرابات الانشقاقية ، أما العلاج لا يوجد علاج محدد للاضطراب بحد ذاته و لكن تعطى أدوية لعلاج الأعراض المصاحبة ک الاكتئاب و القلق و أعراض الفصام و يعد التنويم المغناطيسي نوع علاجي مفيد ، اما العلاج المعرفي السلوكي و العلاج المعرفي الجدلي هي الطرق العلاجية الأكثر شيوعا لهذا النوع من الاضطرابات ، و على الرغم من صعوبة العلاج و طول مدته لأنه يساعد الشخص على تقبل الصدمة المسببة للاضطراب ، إلا أن معظم الأشخاص يتماثلون للشفاء و يواصلون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
الكاتب / فرح منير
التدقيق والتحرير / تقى محسن
المصادر: