متلازمة غيلان – باريه (GBS)

غيلان باريه هي متلازمة تسبب ضعف وضرر عصبي يسببها الجهاز المناعي عن طريق الخطأ فكيف يحدث هذا وما هي هذه المتلازمة وماهي اعراضها وعلاجها تعرف عليها بشكل مفصل اكثر من خلال قراءة المقالة

0

متلازمة غيلان – باريه(GBS)

متلازمة غيلان – باريه ک اضطراب مناعة ذاتية.

شُخصت المتلازمة عام 1916م  من قِبل طبيبيّ الأعصاب الفرنسيان  “جورج غيلان “و“جان ألكسندر باريه” وسُميت نسبةً إلى اسميهما ، وتحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لبعض الأعصاب عن طريق الخطأ ونتيجةً لهذا الخطأ ؛ يعاني المصاب من ضعف العضلات وأحيانا من الشلل ، وتُعد المتلازمة مرض نادر و خطير من أمراض الجهاز العصبي المحيطي (أيّ يمكن أن يُهاجم أي جزء من أجزاء الجهاز العصبي ما عدا الدماغ والحبل الشوكي )… احتمالية الاصابة بالمتلازمة أمر نادر نوعا ما إذ يُصاب بهذه المتلازمة اثنان من كل 100,000 شخص في السنة  ، وامكانية الإصابة متساوية للجنسين وهي متلازمة غير معدية  .

 

-الأسباب :

ترتبط الإصابة بمتلازمة غيلان – باريه بعدوى مرضية تسبقها  إذ  عانى المصابين من مرض معدي معين قبل ظهور أعراض المتلازمة ، وتُعد عدوى بكتيريا العطيفة الصائمية  Campylobacter jejuni (وهي عدوى بكتيرية تصيب الجهاز الهضمي وتسبب التسمم) العدوى المسببة للمتلازمة الأكثر انتشاراً إذ إن 40% من المصابين في الولايات المتحدة الأمريكية شكوا من الاصابة بعدوى العطيفة الصائمية ،  حيث تحفز العدوى الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تتفاعل عكسياً مع الجانجليوسيدات والغليكوليبيد وهي تتواجد في كل أغشية الأعصاب الطرفية (المايلين : مادة دهنية تحيط بالمحاور العصبية ) وبالتالي تسبب هذه العدوى تلف مناعي للجهاز العصبي المحيطي ، و هذه العملية تسبب إزالة للميالين مما يسبب خلل وتأخر في توصيل الايعازات العصبية وتسبب الاخيرة الشلل والضرر في الاعصاب الطرفية .

 

أما بقية الأمراض التي تسبق الإصابة بمتلازمة غيلان – باريه  ولكن بنسبة قليلة هي : حمى الضنك ،  فيروس زيكا ، الحمى ، الحمى الغدية (مرض فيروسي يسببه فيروس ابشتاين بار )، HIV (فيروس نقص المناعة البشرية ).

محور عصبي يظهر فيه عصب الميالين المتضرر بسبب تأثير المتلازمة ،  وعصب الميالين الغير متضرر  .

 

-الأعراض :

تتمثل المتلازمة بمجموعة من الأعراض و التي قد تظهر في الأسابيع الأولى من الإصابة بين الاسبوع الثاني والرابع ، و تشمل :

-تنميل وضعف عضلي في الأطراف السفلية (ويُقصد القدمين وعادةً يقتصر التنميل على الأصابع ولا يتجاوز الرسغ  والكاحل) .

وخلال ساعات أو بضعة أيام قليلة بعد ظهور الأعراض يتقدم الضعف العضلي ليشمل:

 

● الأطراف العلوية

●العضلات الجذعية

● وحتى العضلات التنفسية(وتشمل ضيق التنفس عند القيام بأي جهد مهما كان بسيطاً ، صعوبة في البلع ،عدم القدرة على التكلم بشكل واضح )

 

● و الأعصاب القحفية “أعصاب الرأس والوجه”،( ومن أعراض ضعف الأعصاب القحفية : تدلي الوجه ، اضطرابات في الكلام أي التلعثم ،واضطرابات في حدقة العين …) .

 

-تُعتبر المعاناة  من الآلام في بعض أجزاء الجسم أحد أعراض المتلازمة إذ يعاني المصاب من آلام قد تزيد حدتها لاسيما في حزام الكتف ، الظهر ، الفخذين والأرداف .

 

-بالإضافة الى تغيرات وظيفية و جسدية مثل احتباس البول ، عدم التعرق ، بطء نبضات القلب وعدم انتظامها ، هبوط  في ضغط الدم الانبساطي (وهو نوع من هبوط ضغط الدم الذي يحدث عند الوقوف فجأة بعد الجلوس أو الاستلقاء)، و احمرار الوجه .

 

* يجب أن تكون غرف العناية المشددة مجهزة بأجهزة تنظيم  ضربات القلب و أجهزة التنفس الاصطناعي في حال اشتد الضعف العضلي في العضلات التنفسية ، إضافةً إلى مكملات غذائية آمنة لإعطائها للمرضى الذين يعانون من صعوبة في البلع .

 

*هنالك عدة  أشكال متفرعة  من متلازمة غيلان – باريه :

1) النوع الأكثر انتشاراً ” اعتلال الجذور العصبية الحاد المزيل للميالين”

2)متلازمة ميلر فيشر وتمثل 5-10% من الإصابات الكلية  وهي اقل المتلازمات حدة من أشكال متلازمة غيلان – باريه و عادة ما تتسبب بمشاكل في الجهاز العصبي المحيطي متمثلة باضطرابات التوازن… ضعف ردود فعل الأوتار وضعف عضلات الوجه وخاصة عضلة الجفن .

3)اعتلال عصبي محوري حاد :والذي يؤثر على الاحساس ويبدأ بالتنميل .

 

-التشخيص:

يتم التشخيص اعتماداً على سرعة ظهور الأعراض وعلى أسس الفحص السريري , يرى المختصين ما إن كانت الأعراض بجزئي الجسم كلاهما, و من خلال اجراء فحص لمعرفة ما إن كان هناك اعتلال في الأعصاب المحيطية .

وفي حالة عدم التأكد من الإصابة يجرى الفحص الكيميائي الحيوي الشامل على عدة فحوصات  .

 

-العلاج :

لا يوجد دواء يعالج المتلازمة نفسها ولكن يتم تسريع الشفاء بإستخدام البلازما من نفس الشخص أو الغلوبولين المناعي (بروتينات يصنعها الجهاز المناعي لمهاجمة الأجسام الغريبة).

ويتم أخذ المرضى للعلاج الفيزيائي لمساعدتهم على المشي والحركة مجدداً باستخدام العلاج الفيزيائي أو الطبيعي  بمساعدة مختصين .

وكذلك العلاج المهني يطبق للمرضى الذين يعانون  من صعوبة في الكلام والبلع .

 

*أودت المتلازمة بحياة 5% فقط من الحالات و 70% من الحالات تتماثل للشفاء بشكل تام إذا طُبق العلاج (الذي ذُكر سلفاً ) بشكل صحيح .و بعض الحالات تتماثل للشفاء مع بقاء ضعف ضئيل أو يبقى المصاب يعاني من شلل لعدد من السنوات  والاخيرة تحدث بنسب قليلة , عموماً العلاج الفيزيائي يُمكن أن يُعالج الحالة ويُمكن ان يبقى الضعف فيحتاج الشخص الى مساعدة  أثناء المشي والحركة .

 

الكاتب / فرح منير
التدقيق والتحرير / تقى محسن

______________________________

المصادر :

Leave A Reply