هل هناك قنبلة موقوتة في الجسم ؟
قد تخرج للتنزه في يوم جميل وتقف لتشتري بعض المثلجات وهناك شخص بجانبك يود الشراء أيضاً وفجأة ترى هذا الشخص يحترق وتخرج منه نار زرقاء ولا يوجد اي مصدر خارجي للنار او سبب محدد للنار لنتعرف الى الاحتراق البشري الذاتي سوياً
هل هناك قنبلة موقوتة في الجسم ؟
قد تخرج للتنزه في يوم جميل وتقف لتشتري بعض المثلجات وهناك شخص بجانبك يود الشراء أيضًا وفجأة ترى هذا الشخص يحترق وتخرج منه نار زرقاء ولا يوجد اي مصدر خارجي للنار او سبب محدد للنار ،تسمى هذه الحالة بالاحتراق البشري الذاتي Spontaneous human combustion
اختصاره (SHC) وقد ينتج عن هذا الحرق بعض الحروق في الجلد او الدخان وقد يحرق كامل الجسم وقد تصل حرارة الاحتراق الى 1500 درجة وفي حالات الاحتراق الذاتي لا تحترق اليدين او الساقين.
الأسباب :
امضى العلماء عقودًا في النقاش اذا ما كان الاحتراق البشري حقيقة او اسطورة حيث تم الابلاغ عن اكثر من 200 حالة حول العالم ولقت هذه الظاهرة انتشار واسع عندما استخدمها المؤلف الشهير تشارلز ديكنز لقتل أحد الشخصيات في روايته ( منزل كئيب) والبداية الاكثر وثوقًا عام 1731 حين عثر على الكونتيسة الإيطالية كورنيليا دي باندي ذات الـ62 عامًا في غرفتها محترقة، ولم يكن هناك سبب منطقي للاحتراق وتركت النار قدميها ولم تحترق وتكون بينهما بعض الرماد ، وفي الاونة الاخيرة تم الاشتباه عندما عثرت الشرطة على جثث محترقة وبجانبها اثاث سليم واغلب الضحايا من مدمنين الكحول او احتمالية نومهم حاملين السجائر ،وضح فورد “ان الادمان على الكحول يسبب انتاج مادة في الجسم تسمى الاسيتون ، وكذلك بعض الامراض تسبب انتاج الاسيتون في الجسم بنسب عالية جدًا ،أنه حين تستنفد مستويات الجليكوجين في الدم، تضطر الخلايا إلى ترك موارد الطاقة التقليدية، وبالتالي تستخدم جزيئات الدهون بديلًا لها، وحين تستخدم الأحماض الدهنية كمصدر بديل للطاقة من خلال أكسدة بيتا يظهر الأسيتيل، والذي يترجم بعد ذلك إلى الأسيتون والذي من خصائصه أنه قابل للامتزاج وسريع الاشتعال، وينتج عنه نار زرقاء عكس التي تظهر في حالة الفتيل حيث تنتج لهبًا اصفر وإن الفرد يفرز مستويات عالية من الاسيتون الذي يتراكم في الانسجة الدهنية وبذلك يمكن اشعالها ربما بواسطة شرارة أو سيجارة “،ويؤكد فورد على مدى صحة نظريته قائلًا :
“في عالمنا نميل الى رفض أي فكرة جديدة لا نملك اي فهم واضح ،لقد سخر الكثيرون من النظريات الجديدة لكن تبين في ما بعد انها صحيحة”
النقيض :
كانت هذه النظرية مثيرة للضحك لبعض العلماء حيث كتب العالم ستيفن نوفيلا ، إن “التفسيرات المزعومة للاحتراق البشري الذاتي مثيرة للضحك.. العديد من الحالات تتضمن مصادر خارجية واضحة للنار، وكانت السجائر الأكثر شيوعًا وفي حالات أخرى تم تسجيل وجود الشموع والمواقد والفوانيس“. وان عدم احتراق اليدين والساقين هناك تفسير لهذه الحالة اسمها حالة الفتيل حيث يمكن لملابس الضحايا ان تكون مثل الفتيل والجسم يفرز مادة من قبل الدهون الضارة تسبب حروق تلتهم الضحية وهذا تفسير لوجود مادة زيتية بنية غالبًا ما تغطي الجدران القريبة ولأن جسم الانسان مكون من 70 الى 60% ماء وهو سائل غير قابل للاشتعال ، الكحول قابل للاشتعال لكن الشخص سيموت من تسمم الكحول قبل ان يؤثر بما يكفي لقابلية الجسم على الاشتعال ، المواد القابلة للاشتعال في الجسم هي انسجة الدهون وغاز الميثان لكن حتى اذا توفرت ما يكفي لاشتعال الميثان فلا يوجد ما يكفي لايصال دهون الجسد الى الاشتعال على اي حال الماء سيتكفل في اطفاء النيران وجائت الكونتيسة الايطالية جورليتز والتي نشرت في «جريدة لندن الطبية» عام 1850 لتتضارب مع رأي لاير، كان سبب الوفاة المبدئي لاحتراق الكونتيسة جورليتز المتوفاة عام 1847؛ الاحتراق البشري الذاتي، لكن بعد البحث الدقيق وبالأخص بعد اختفاء بعض مجوهراتها واستجواب الخادمة، اعترفت الأخيرة بقتلها، وبالتالي ازداد المجتمع الطبي ارتباكًا، وبالأخص أن هناك من قال أن جميع حالات الاحتراق البشري الذاتي تشبه حالة الكونتيسة جورليتز.
حالات الاحتراق الذاتي :
*سجلت حالة طفل في الهند يحترق 4 مرات من تلقاء نفسه واصيب بحروق بالغة جراء ذلك وأجروا الاطباء 12 اختبار لمعرفة سبب احتراقه ولم يجدوا أي سبب واضح لذلك سوف يحللون قطعة من نسيج الجلد للرضيع ليكتشفوا اذا يوجد غاز قابل للاحتراق في مكان ما في جسمه وسيكتشفون اذ ما هناك مواد سامة في جسمه ويعتقد الناس في القرية التي يعيش فيها والدين الطفل ان الطفل مسكون من الجن ونصحوهم بمغادرة القرية والعيش في احد المعابد
ولا توجد اي ادلة لتورط الوالدين بالاحتراق حيث بحثت الشرطة في هذا الموضوع ولا يوجد اي دليل على تورطهما.
مايكل فهرتي البالغ من العمر 76 عامًا، في منزله في أيرلندا عام 2010، وحاولت الشرطة والمحققون إيجاد سبب واحد لاحتراق فهرتي؛ وفي نهاية المطاف أسند القاضي الحالة للاحتراق البشري الذاتي.
الكاتب / مريم ماجد
التدقيق والتحرير / مريم عقيل
المصادر :
