الميثاق الأعظم
وثيقة الماكناكارتا او الميثاق الأعظم اقدم وثيقة عُرفت في العالم نصت على حقوق الانسان ..فماهي ؟وماقصتها ؟ومن كتبها ؟سنتعرف اكثر عن هذه الوثيقة من خلال هذا المقال
الميثاق الأعظم
نتسائل دومًا كيف اصبحَ لنا حقوق ولِماذا ومَتى ؟
وكيف تَم الامر واصبح لكُل شي حقوق واصبحَ هناك حقوق لَنا في كُل شي .
هَل سمِعتُم يومًا في الميثاق الاعظم او الماكناكارتا ماهو وماقصتهُ ؟
الماكناكارتا وهي كلمة لاتينية تَعني باللغة العربية )الميثاق العظيم ( وهي أقدم وثيقة في بلاد الغرب في زمن الملك جون وتتكلم عن الحُريات وحقوق الانسان وتعتبر اول دِستور مَكتوب في التاريخ وعُمرها اكثر من 800 عام كُتبت مسودة في القرن الثالث عشر في انكلترا عام 1214 وثم صادق عليها الملك جون لاكلاند عام 1215 في أغسطس . ويُلقب الملك جون لاكلاند جون بلا أرض
” لأن الفرنسيين استولوا على ميراثهُ من الأرض .واستخدمتها امريكا بعد اعلان الاستقلال واقتبس ” منها الدِستور الاسترالي ودول اخرى . عن طريقها صدر (الاعلان العالمي لحقوق الانسان)
نبذة عن الوثيقة :
تتكلم هذهِ الوثيقة عَن الملِك جون وهو يُعتبر اسوأ ملِك في التاريخ وهو ابن هنري الثاني واخ الملك ريتشارد ( قلب الأسد ) قائد الحملة الصليبية الثالثة كان الملِك جون اشد ظُلمًا وفعلَ الكثير من الأمور السيئة في حكمهُ منها انهُ سَجن زوجتهُ وقَتل إبن اخيهِ الذي يبلُغ من العُمر ستة عشر عامًا والكثير من الأمور الأخرى .
عندما فتحَ النورمنديون بريطانيا عام 1066 , حكمَ ملوكهم البلاد لأكثر من مائة عام مِحترمين القوانين الإقطاعية والعدل دون رقابة حقيقية على سلطة الملِك. ولّما تولى الملِك جون العرش عام 1199 أساء استخدام سُلطتهِ، فَطالب الإقطاعيين بِمزيد من الخدمات وباعَ الوظائف الملكية لأكبر المزايدين.
ورفعَ جون الضرائب في عهدهِ دونَ موافقة النُبلاء, وأجبرَ المحاكم على الفصل في القضايا حسب رغبتهِ وأوامره لا طبقًا للقانون.
ومن يخسر دعواهُ يتحمل غرامة كبيرة هذا التصرف دفع النُبلاء للاجتماع مع قيادات الكنيسة التي كانت بأدارة بوب أنس الثالث للنظر في كيفية الحَد من سلطة الملِك، وصاغوا قائمة حقوق وهي وثيقة الماكناكارتا
طالبوا أن يمنحهم إياها، لكنهُ رفض الاستجابة لمطالبهم مرتين. وبعدَ ذلك، اقام البارونات النُبلاء حَرب ضد الملك لإجبار الملك على تحقيقِ مطالبهم وسُميت (حرب البارونات الأولى). ولما أدرك جون استحالة هزيمة هذا الجيش وافق على مطالبهم وكانت هذهِ الوثيقة تُحمي حقوق النُبلاء فقط وليست للمصلحة العامة وإنما كانَت مصلحه فردية .
اشتملت ماكنا كارتا على 63 مادة، وكانت تنُص على إن الملك تحت القانون وليس فوقهُ ولا يقوم الملك بأصدار أي قرار او حكم الا الرجوع الى المجلس الأستشاري الذي هو مكون 25 عضو من البارونات وهِو اول مجلس شعب عُرِف بأسم (سيمون دي مونتفورت)وعن طريقهُ عرف البرلمان حالياً.
و مُطالبة الملِك بأن يَمنح حُريات معينة وأن يقبل بأن حُريته لن تكون مطلقة، وأن يوافق علنًا على عدم مُعاقبة أي “رجل حُر” إلا بموجب قانون الدولة وهذا الحق ما زال قائمًا حَتى اليوم في هذهِ الدول. ومَنحت بعض المواد الكنيسة حُرية ممارسة سلطاتها دون تدخل من الملِك وكُفلت مواد قليلة بعض حقوق الطبقة الوسطى الناشئة في المُدن.
و في مرسوم حديث “و مُثير للجدل نوعًا ما” لقوانين اللوردات، استشهد بالماكنا كارتا كمِثال على لوائح أنظمة داخلية دستورية لم يُمكن إلغاءها إلا بلوائح أنظمة داخلية جديدة تنوي استبدال القديمة بقوانين أكثر وضوحًا فضلاً على أن تُلغيها.
كان الميثاق جزءًا مهمًا مِن عملية تاريخية مُمتدة أدتْ إلى حكم القانون الدستوري في الدول الناطقة بالإنجليزية.
بالرغم من أن الماكنا كارتا أبعد من أن تكون فريدة في شكلها أو محتواها إلا أنها لم تنجح في الحد من نفوذ الملِك بشكل كبير عند تطبيقها في حقبة العصور الوسطى.
إلا أنها كانت مهمة وذات تأثير تاريخي قوي خاصة في زمن الحرب الأهلية الإنجليزية، حيث كانت رمزًا هامًا عند من كانوا يتمنون أن يبرهنوا بأن الملِك يقع تحت وطأة القانون.
تأثر المستوطنون الأوائل في إنجلترا الجديدة بالماجنا كارتا وألهمَتْ وثائق دستورية أتَت بعدها من ضمنها دستور الولايات المتحدة.
ولم يبق في بريطانيا من النسخ الأصلية للماجنا كارتا غير أربع نسخ :
-نسختين بالمكتبة البريطانية في لندن
-والثالثة في كاتدرائية سالزبري،
-والرابعة في كاتدرائية لنكولن.
وتُعد النسخة الموجودة في كاتدرائية لنكولن أفضل حا لًا من النسخ الأخرى ولسنوات طوال ظلّت الوثيقة تُسمى بين الناس الماجناكارتا. وتبنّت الحكومة البريطانية رسميًا هذه التسمية اللاتينية سنة 1946 م وهذهِ الوثيقة لم تبقى نفسها وانما بقي التعديل عليها مستمر حتى عام 1297 طول القرن الثالث عشر .
يخبرنا التاريخ دوماً ان الطريق الى تحقيق العدالة والحرية والمساواة وسيادة القانون فوق الجميع لابد ان يكون مليئًا بالتضحيات والدماء ولنا في الثورة الفرنسية اكبر مثال على ذلك هي الوثيقة التاريخية (الماكناكارتا )لتي سبقت الثورة الفرنسية بمئات السنين وضعت حجر الأساس لتحقيق العدالة هي الميثاق الأعظم .
الكاتب : هدى محسن
التحرير والتدقيق: مريم عقيل
المصادر:
كتاب ENGLAND, KINGS 1066-1837