ماهي منظمة العفو الدولية ؟

منظمة العفو الدولية , حركة عالمية تناضل من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بحقوق الإنسان , ماذا تعرف عنها ؟ متى تأسست ؟ أين تقع مقراتها ؟ سنتعرف عليها اكثر عبر هذا المقال.

1

ماهي منظمة العفو الدولية

 

منظمة العفو الدولية حركة عالمية تضم ما يربو على 10 مليون شخص يأخذون الظلم على محمل شخصي. ونحن نناضل من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بحقوق الإنسان.

تتلقى منظمة العفو الدولية دعمها المالي بشكل رئيسي من الأفراد والأشخاص العاديين من مختلف مناطق العالم. وتتيح هذه المساهمات المالية الشخصية والتبرعات غير المشروطة للمنظمة الحفاظ على استقلاليتها الكاملة عن الحكومات والأيديولوجيات السياسية، والمصالح الاقتصادية والدينية.  وتُعرف اختصارا باسم العفو الدولية هي منظمة غير حكومية يقع مقرها في لندن عاصمة إنجلترا وتُركز في عملها على كل القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان. و تهدف المنظمة خلال حملاتها إلى تمتيع كل شخص بكافة حقوقه التي يضمنها له الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كما تُحاول لفت انتباه باقي الحكومات والجمعيات الدولية إلى وضعية حقوق الإنسان في شتى الدول

 

_ تاريخ وسبب التأسيس

تأسست منظمة العفو الدولية  في يوليو/تموز 1961 من قِبل المحامي بيتر بينيسن، ووفقا لهذا الأخير فإن فكرة تأسيس المنظمة جاءت عن طريق الصدفة لا غير حيث كان مسافرا في ة يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1960 فقرأ خبرا يُفيد بالحكم على طالبين برتغاليين من  بالسجن لمدة سبعة سنوات بتهمة “شرب نخب الحرية”. حينها تفاجئ من هذا الخبر فقرر مراسلة الجريدة صاحبة الخبر للتأكد منه فتيقن أن هذا كان صحيحا فعلا خلال نفس الفترة حاول بيتر مراسلة حكومة أنطونيو سالازار في إستادو نوفو لكنه لم يحصل على أي جواب كانت حكومة البرتغال -في تلك الفترة- حكومة استبدادية تُحاول مكافحة الشيوعية بأي ثمن كان بما في ذلك قمع أعداء الدولة البرتغالية وكل الأصوات المنادية والمطالبة بالحرية. نشرَ بعد ذلك بوقت قصير مقالا له بعنوان “السجناء المنسيون” وتطرق فيه إلى كل انتهاكات حقوق الإنسان التي شهد عليها والتي أثرت فيه.

عمل بيتر بينسون مع صديقه إريك بركر الذي كان عضوا في جمعية الأصدقاء الدينية والذي شارك أيضا في حملة تمويل بريطانيا من أجل دفعها إلى نزع السلاح النووي فضلا عن كونه رئيس مجلس خدمات الأصدقاء. وصف بينسون في مذكراته صديقه بركر بأنه “شريك في إطلاق مشروع المنظمة تشاور بيتر مع غيره من الكتاب والأكاديميين والمحامين وعلى وجه الخصوص أليك ديفيس وديفيد أستور اللذان نصحاه بإرسال مقال السجناء المنسيون إلى جريدة ذا أوبزرفر على أمل نشره في 28 أيار/مايو من عام 1961. جلبت المادة انتباه القراء من مختلف الجنسيات؛ حيث تعاطف الكل مع ما ورد في المقال ومع ما نص ووصى بيتر عليه حيث قال: «إن سجن الحكومة أو تعذيبها أو إعدامها لشخص بسبب آرائه أو دينه أمر غير مقبول تماما … هذا طبعا يُمثل انتهاكا صارخا للمادتين 18 و19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.» أكد بيتر -في مقاله- أيضا على أن هذه الانتهاكات تحدث على الصعيد العالمي وذلك بسبب القيود المفروضة على حرية الصحافة وعلى المعارضين السياسيين كما كما لفت الانتباه إلى نقطة محاكمة بعض الأشخاص في محاكم عسكرية أو في محاكم متحيزة تابعة على الأغلب للدولة. أطلق بيننسون “نداء العفو 1961” والذي هدف من خلاله إلى تعبئة الرأي العام بسرعة وعلى نطاق واسع من أجل الدفاع عن هؤلاء الأفراد الذين سمَّاهم “سجناء الضمير”، كما أطلق حملة أخرى بعنوان “المناشدة من أجل العفو”، هذه الأخيرة لقيت صدى كبيرا ونُشرت في عدد كبير من الصحف العالمية. في نفس العام نشر بيننسون كتابه الأول تحت عنوان الاضطهاد 1961 والذي فصّل فيه في قضايا سجناء الضمير كما ساعده كل من زميله بيكر، موريس عادين، أشتون جونز، أوستين، باتريك دنكان، أولغا إيفينسكايا، لويس تاروك، كوسنانتين، أنطونيو أمات ثم جين  في تموز/يوليو 1961 عقد بيتر بيننسون جلسة ناقش فيها رفقة بعض الزملاء قضية تأسيس منظمة سيكون مقرها في لندن وسيكون هدفها الأول والأخير المدافعة عن حقوق الإنسان. ناشد بعد ذلك بيتر مختلف الأحزاب السياسية في بريطانيا من أجل دعمه ومساندته بما في ذلك أعضاء البرلمان من حزب العمال، حزب المحافظين والحزب الليبرالي

في 30 أيلول/سبتمبر 1962 عُقدت جلسة أخرى بقيادة بيتر وتم فيها إقرار اسم “منظمة العفو الدولية

كان الكل يتوقع انهيار المنظمة بعد فترة وجيزة لكنها استطاعت الصمود في وجه كل الحملات وزادت شهرتها بعدما عملت المنظمة على حماية كل الذين سُجنوا بسبب التعبير السلمي عن آرائهم كما حاولت ضمان الاعتراف في جميع أنحاء العالم بالمادتين 18 و19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. قامت العفو الدولية في البداية بحملات متوسطة وصغيرة ثم أنشئت فيما بعد مكتبة للحصول على معلومات كثيرة حول سجناء الضمير كما أسّست شبكة من الجماعات المحلية وقسمتها على ثلاث مناطق: العالم الثاني (الدول الشيوعية)، العالم الأول (الدول الرأسمالية) ثم الدول النامية.

بحلول منتصف ستينات القرن العشرين بدأت منظمة العفو الدولية في النمو والازدهار حيث أسست لجنة دولية للأمانة العامة ولجنة تنفيذية أخرى تابعة لها كما أنشئت أقسام لإدارة منظمة العفو الدولية والمنظمات الوطنية الأخرى التي كانت قد ظهرت في العديد من البلدان. في عام 1967 استقال بيتر بيننسون من منصبه بعد تحقيق مستقل وجد أن منظمة العفو الدولية قد تم اختراقها من قبل عملاء بريطانيين وبدعم من وكالة الاستخبارات المركزية.

 

أهداف منظمة العفو الدولية

  • وقف العنف ضد المرأة
  • الدفاع عن حقوق الذين وقعوا في براثن الفقر وكرامتهم
  • إلغاء عقوبة الإعدام
  • معارضة التعذيب ومحاربة الإرهاب بالعدالة
  • إطلاق سراح سجناء الرأي
  • حماية حقوق اللاجئين والمهاجرين
  • تنظيم تجارة الأسلحة العالمية

 

منظمة العفو الدولية في عقد ٢٠٠٠

بعد عام 2000 تغير توجه منظمة العفو الدولية قليلا أو بالأحرى صار أشمل وأوسع حيث ركزت في عملها على مجموعة من التحديات الناشئة عن العولمة كما حاولت سبر أعماق ردود الفعل عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. أثارت مسألة العولمة تحولا كبيرا في بعض سياسات منظمة العفو الدولية حيث دفعها هذا إلى التركيز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بدل الاكتفاء بتلك الإنسانية لا غير. بالنسبة للمنظمة؛ فهذا التحول غاية في الأهمية ليس فقط لإعطاء مصداقية على مبدأ عدم قابلية الحقوق للتجزئة ولكن بسبب ما اعتبرته تزايد.

الكاتب / سجاد سفيح
التحرير والتدقيق / مريم عقيل

المصادر :
المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث
المصدر الرابع

1 Comment
  1. Karrar Akram says

    مقال جميل, ومعلومات مهمة… شكراً لك.

Leave A Reply