انهيدوانا شكسبير الأدب السومري
قد لا يعرف الجميع متى قد بدأ الادب وهناك ايضاً من يتسائل عن شكل الادب في السابق في هذا المقال سنتكلم عن اول اديب في التأريخ وهي انهيدوانا (شكسبير الادب السومري)
انهيدوانا
هل سبق لكم ان تساءلتم عن من هو او هي أقدم أدبي في التاريخ
حسناً، اليوم سوف نتحدث عن انهيدوانا أو أنيخدوانا
- من هي ما معنى اسمها وبماذا لقبت وما هو تاريخها:
هي أميرة أكدية والكاهنة الاعلى مقام للالهة نانا (الهة القمر) عند السومريين، وهذا المنصب ذو امتياز سياسي هام تحمله عادة بنات الملوك ، فنعم هي ابنة الملك سرجون الأكدي ، وأمها كاهنة عالية المقام للالهة نانا ( سين)، وهي عمة الملك الأكدي نرام سين.
يرجع اسم انهيدوانا او انخيدوانا الى ثلاثة مقاطع سومرية او خمسة مقاطع بالأصل لكن المعاني هي : المقطع الاول (إن) ومعناه الكاهنة العظمى، المقطع الثاني (هيدو) ومعناه زينة، المقطع الأخير (أنّا) فمعناه ينتسب إلى السماء أو إله السماء ” القمر” ( زينة الكاهنة الاعلى لإله السماء) وتعتبر هي أقدم شخصية معروفة تحمل هذا اللقب.
بالنسبة للقبها وتاريخها فقد لقبت ب (شكسبير الأدب السومري) كما وصفها الناقد والمترجم المولع بأدبها الدكتور وليم هالو، فهي أقدم وأول كاتبة وشاعرة في تاريخ البشرية. ويعتبرها علماء الأدب والتاريخ أقدم امرأة كاتبة وشاعرة. وقد وصلت انهيدوانا الى أعلى رتبة كهنوتية في الألف الثالث قبل الميلاد وقد تركت مجموعة من الأعمال الادبية تتضمن اشعاراً مكرسة الإلهة إنانا ومجموعة من التراتيل المعروفة ب” تراتيل المعبد السومري ” وهي تعتبر أول المحاولات في الإلهيات المنتظمة.
وينسب اليها بعض الدارسين كوليام هالو وفان ديك أعمالاً معينة رغم أنها لم تذكر صراحة الاسم.أهم اعمالها الشهيرة تتضمن ” تمجيد إنانا “ أو ” نن مي سار را ” وهي مؤلفة من 153 سطراً وتتضمن تفاصيل لترحيل انهيدوانا من اور قام هالو وفان ديك بتحريرها وترجمتها عام 1968 وتم ترجمتها في عام 1997 الى الالمانية، وأيضا قصيدة إن نن سا غور را” مكونة من 274 سطراً وهي غير مكتملة فقد قام سوبيرغ بتحريرها عام 1976، فقد ترجم أعمالها فريق متخصص من جامعة بركيلي بكالوفرنيا نثرا ثم قامت الباحثة في آداب بلاد الرافدين ” بيتي دي شونغ ميدر” بصياغة الترجمة شعراً إلى الانجليزية وقد قام عالم السومريات ” صموئيل نوح كريمر” والشاعرة “ديان وولكستين” بترجمة اعمالها وجمعها في سرد موحد تحت عنوان ” إنانا ملكة السماء والأرض” وقد قامت دار هاربر بيرنيال بنشرها عام 1983.
نأتي الان الى كيف تم التعرف عليها :
تم التعرف على انهيدوانا من خلال عمليات التنقيب والادلة الاثرية التي تم اكتشافها في المقبرة الملكية في مدينة ” أور” فقد تم العثور على خاتمين يحملان اسمها ويرجعان الى العصر السرجوني، كما اكتشف قرص من المرمر يحمل اسمها وصورة لها في موقع ” جيبار” وهو موجود في مدينة اور وهو مكان إقامتها الرئيسي.
من نصوص إنخيدوانا(أول شاعرة في تاريخ البشرية):
أنا إنخيدوانا
كنتُ المظفرة المبجلة…
لكنه ساقني من حَرّمِي
صيّرني هاربة كسنونوة من النافذة
حياتي في سعير جعلني أمشي بين العليق في الجبال
عرّاني من الإكليل-الحق لكاهنة عليا
ناوّلني خنجراً وسيفاً
وقال:
اديريهما صوب جسدكِ
قد وجدا لكِ…
الكاتب / سارة ضياء
التدقيق والتحرير / سرى ناطق
المصدر: