إضاءات على دور الأسرة في تنشئة الأبناء

مرحلة الطفولة تعد من اولى المحددات لعملية انشاء وتهيئة طفل، فهنا تبدأ الرحلة، هنا سيتم تحديد اهمية وجود هذا الطفل كعنصر جديد في العائلة، هل سيكون محاط بالحب و الرعاية والامان، خطط لمستقبله واهتمام بصحته الجسدية والنفسية؟ أم إهمال و" خليها على الله"؟

0

هل يوفر الوالدين بيئة مناسبة لطفلهُما قبل انجابه؟

 

الطفل في بداياته أشبه بالعجين من حيث المرونة والتأثر بالمُحيط الخارجي، فهل يحرص الوالدين على توفير بيئة لصقل شخصية قوية وسليمة لهذا الطفل؟
أي خلل او عطب في شخصية الوالدين سيرثها الطفل تلقائيًا مثلما يرث لون عينه، ثم يأتون لِلومه لاحقًا إذا ما وجدوا احدى صفاتهم فيه، دون ان يدركوا إن هذه الصفات هي في الأصل لهم.

فرق كبير ما بين مرحلة الطفولة (مرحلة الاستماع والتلقي والتعلم) الى مرحلة المراهقة (مرحلة التكلم والتعبير) سيشعر فيها الوالدين بصعوبة.

فتبدأ اغلب النزاعات بين الطفل والأهل في مرحلة المراهقة، حيث يبدأ بتكوين آراءه الخاصة وتعريف شخصيته، هنا يبدأ بالمقارنة ما بين   المبادئ والقيم التي تلقاها من والديه، والمبادئ والقيم التي يراها صحيحة من وجهة نظره بعد احتكاكه بالعالم الخارجي.

لن يكون المنزل مكانًا آمنًا إذا ما كان هنالك انفصام وثغرات ما بين البيئة الخارجية والوالدين او تناقض بين افعالهم وأقوالهم.

فقد تقابل شخصية مُبهرة خلوقة تجعلك تظن وكأنه قادم من بيئة صحية، الا ان الحقيقة عكس ذلك ولحسن حظه انه امتلك القدرة والقوة النفسية لمواجهة بيئته والنمو بطريقة سليمة.

ما احاول ايصاله هنا إن البيئة السيئة لن تحدد ماهية الشخص الا ان لها تأثيرًا كبيرًا على شخصية الفرد،

فعلى سبيل المثال، في بيئة المجتمع العراقي – او البيئة العربية بشكل عام – تُطَّبع الكثير من الافكار الخاطئة مثل التحرش الذي تُلام فيه الضحية اغلب الوقت بدلًا من معاقبة المجرم، فتجد اغلب الاولاد يزعجون الفتيات كالذباب بلا رادع لأن البيئة المسمومة تشجعهم وتجد في نفس البيئة رجال يعارضون هذا الفعل المشين.

انا شخصياً أؤمن في إن الانسان الناضج هو تربية نفسه، وإن أغلب صفاته ستكون ناتج مجموعة من التجارب التي مر بها، لكن للوالدين دور مهم جدًا في وضعهم على النهج الصحيح، وهنا أعرج الى أهمية أن يكون الانسان متشافٍ ومتصالح مع نفسه وأن يخطط لإمتلاك الوقت والطاقة لإحتواء طفل قبل ان يقرر الانجاب، لأن طفله لن يرث شكله وثروته فقط، بل صفاته الجيدة والسيئة.

وللأسف، مجتمعنا مليء بالزيجات الفاشلة والعنف الأسري والأجواء المشحونة ما بين الزوجين بدلًا من الحُب والتفاهم والاحترام، كُل هذه العناصر ستترك ندوبًا في شخصية الطفل بدلًا من دفعه نحو التطور والبناء.

البيئة الجيدة هي التي ستعطي الطفل فرصة في أن ينمو ويزدهر فالأسرة هي النسق الأول المسؤول عن تربيته، وهي القوة النفسية للفرد.

الكاتب / لبنى صفاء
التدقيق والتحرير / مريم عقيل

المصادر:

رأي شخصي
إضاءات على دور الأسرة في تنشئة الأبناء

Leave A Reply