نور الروح
نعتقد أنه يرانا من فوق ، بينما هو يرانا من الداخل. سمآ او المولوية حيث تجلي الروح بالحب والعشق لله بخطوات محسوبة و روح زاهدة متميزة بالمساواة بين كل أصناف البشر يقوم بها الراقص ماذا تعرف عن الرقصة المولوية ؟ سنتعرف عنها اكثر من خلال هذا المقال!
نور الروح
سما وتعني بالعربية سماع او المولوية هي أحد طرق الذِكِر لدى الصوفيين السنة أسسها الشيخ جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر الميلادي وقد أُسِسَت على دراسات علمية قوية ومبادئ مُدهشة إذ إن كل حركة فيها تعني شيئًا كونيًا ولا يتم فيها الارتجال وهي حركة الدوران حول النفس بهدف ذكر الله والوصول الى مرحلة الكمال والسلام الروحي لتعلو نفس الراقص من علم القال الى الحال بدأها جلال الدين لاعتقاده إن جميع الكائنات في حالة دوران تقوم به وهي تذكر الله أي انه المبدأ الاساسي للوجود حيث كُل شيء يدور.
ويُسمى الراقصون بالموليين أو الصوفيين أو الجلاليين أو الدراويش.
وتُقام في أماكن مخصصة تسمى التكية او السمعخانه والتي لم تعد كثيرة في هذا الزمن بعد ما حظرتها العديد من البلدان مثل تركيا ومصر من قبل مما أدى إلى اندثارها إلا أنها تقام كُل سنة في ١٧ من كانون الأول ذكرى وفاة الشيخ جلال الدين الرومي.
يتم اختيار الدراويش من الوافدين تطوعيًا إذ يجب توفر شروط منها النية والقابلية ويحققون ثلاثة اشياء عند الدوران المولوي وهي التخلي، التحلي ثم التجلي.
طقوس سما تتألف من ٧ أقسام يقوم بها الدرويش بحركات مدروسة اذ يدور عكس عقارب الساعة وهذا يعني التحرر من الوقت وكأنه مركز الكون حيث يلبس عباءة سوداء والتي ترمز الى الجسد وبعدها يقلع العباءة وتظهر تنورته البيضاء الطويلة الفضفاضة التي ترمز الى الكفن او ملابس الإحرام وتعني الصفاء الروحي والزهد عن الدنيا والقبعة الطويلة بلون وبر الجمل للدلالة على الصبر بالطاعة لأن الصبر على الطاعات يحول من حال الى حال ويبدأ بالدوران في القسم الرابع.
يدور الدرويش حول مركز الدائرة مُصاحبة بموسيقى الدف والناي وبعض الآلات الاخرى مع الذكر والاشعار والاغاني وأكثرها من كتابات الشيخ جلال الدين وتتم بثلاث مجموعات موسيقية لتحاكي سرعة وحالة الدرويش حتى يصل مرحلة من الإيمان المطلق والمعرفة اللاحدودية لها حين تنفصل روحه عنه لتصبح بين الأرض والسماء وتتجرد عن كل ما هو مادي على الأرض.
يقوم الدرويش بالدوران بثبوت القدم اليسرى التي تلتف في مكانها والتحرك بالقدم اليمنى بالدوران حولها بتتابع سريع حيث القدم الثابتة (اليسرى) هي الشريعة، والقدم المتحركة (اليمنى) هي الدنيا وما عليها ويرقص بيده اليمنى مُمتدة نحو الاعلى تستقبل الحق وتعني (سبحان من رفع السماء بلا عمد) ويده اليسرى المُمتدة نحو الارض تنشر ما يستقبله على الخلق وتعني (سبحان من بسط الأراضي على ماءٍ جمد)
تستمر الطقوس بتلاوة آية من سورة البقرة وتختم بالدعاء وقراءة الفاتحة.
وبعدها يعتكف الدرويش الى غرفته للتأمل دون التكلم مع أي أحد.
يُقال ان هذهِ الرقصة قد ظَهرت نتيجة لقاء جلال الدين الرومي مع شمس الدين التبريزي الذي يعد المُعلم الروحي للرومي.
الكاتب / قبس فراس
التدقيق والتحرير / مريم عقيل
المصادر:
سلطان العارفين.. مولانا جلال الدين الرومي