الاحتياجات النفسية للطفل

إن الأطفال هم البذرة النقية الأساسية لبناء جيل مُتزِن وبَّناء، والأساس هو تنمية القيم والمبادئ الحسنة في قلوب الأطفال وتوفير الدعم والنمو الإيجابي لهم لأنهم قادة المستقبل.

0

الاحتياجات النفسية للطفل

 

دائماً ما نبحث عن حلول لتغيير مجتمعنا للأفضل، والحل بين أيدينا !

إذ إن الأطفال هم البذرة النقية الأساسية لبناء جيل مُتزِن وبَّناء، والأساس  هو تنمية القيم والمبادئ الحسنة في قلوب الأطفال وتوفير الدعم والنمو الإيجابي لهم لأنهم قادة المستقبل.

فعوضاً عن التذمر من الواقع كُن أنتَ وعائلتكَ التغيير الذي تريده في العالم وكن قدوة لغيرك وحاول التحسين قدر المُستطاع.

بصفتك أحد الوالدين يتطلب منك التواصل مع طفلك بطريقة تدعم النمو الإيجابي للطفل، كثيراً ما نرى في مجتمعاتنا وخصوصاً في الوقت الحالي مبدأ المقارنة في مجال الدراسة والمهارات والتصرفات السلوكية العفوية حيث يعتمد الآباء مبدأ المقارنة في توجيه أطفالهم وهذا يؤدي الى مشاكل عديدة مستقبلاً منها؛

عدم ثقة الطفل بنفسه وقدراته وشعوره بأنه غير كافي، التردد وعدم الإعتماد على النفس في اتخاذ القرارات، زرع الغيرة في نفس الطفل تجاه أقرانه، عدم استشارتهم في أمور حياتهم الخاصة خوفاً مِن الإنتقاد.

 

بينما نجد النتائج الإيجابية أي شعور الطفل بالأمان و الحُب و إحترام ذاته إذا اعتمدنا الطرق التي يُمكِن مِن خِلالِها إظهار الحب والإحترام للطفل ومن هذه الطرق :

– يشعر الأطفال بالاحترام والتقدير عندما تقر بآرائهم ومشاعرهم ورغباتهم مثل: “أعلم أنه من الصعب ترك اللعب وإكمال واجب الرياضيات لكن واجباتك مهمة وستبني مهاراتك الذهنية للفوز في العاب الذكاء التي ستُقام في بيت جدك نهاية الأسبوع “.

 

– يشير المديح إلى تقدير جهود الطفل وأن الطفل موضع تقدير على سبيل المثال، إخباره “أنا فخور بك لحصولك على مثل هذه الدرجة الجيدة” او “أحببت الألوان التي استخدمتها في رسمك” هذه الأمور تُظهر قبوله وتعزز تقديره لِذاته.

 

– الدعم يهدئ الطفل، على سبيل المثال “لاتقلق، كل شئ على مايُرام، ستقدم الأفضل في المرة القادمة” هذا التشجيع يُساعِد الطفل على الإيمان بنفسه ويساعده على بناء التفاؤل.

 

-يُساعِد قضاء الوقت مع الطفل في إيصال الاهتمام له “الوقت = الإهتمام = الحُب” حتى لو كانت مشاغل الحياة كثيرة من الضروري تفريغ بعض الوقت للطفل لفهم مشاكله وتحليل أفكاره و لو لساعة يومياً ستفي بالغرض .

 

– التواصل بالعين مهم جداً عندما يتكلم الطفل معك هذا يظهر الإهتمام ويُعطي راحة للحديث، يجب معاملة الأطفال مثل معاملة البالغين وإحترام حديثهم وأفكارهم وعدم الإستِهزاء بها خصوصاً أمام الغرباء ؛ لأن هذا يُقلل من ثقة الطفل بِنفسه ويجعله انطوائي ولا يحب التعبير عن أفكاره.

 

-تجنب النقد الكثير وذِكر الصفات السلبية مثل كسول او غبي او غيرها او الصراخ بوجه الطفل.

 

لتقديم التوجيه المناسب و الإنضباط التوجيهي :

-يحتاج الأطفال إلى فرصة لاستكشاف وتطوير مهارات جديدة والى الاستقلالية في الوقت نفسه يحتاج الأطفال الى معرفة أن بعض السلوكيات غير مقبولة وأنهم مسؤولون عن عواقب أفعالهم.

 

-تعليم قواعد وحدة الأسرة والمحبة بين الأخوة وعدم التمييز أو المقارنة بينهم وإعطاء كل طفل حقه من الرعاية والحُب والإهتمام والحرص على استمتاع وعيش الطفل مراحل حياته بشكل طبيعي وعدم تكليفه بواجبات أكبر من عمره، والانتباه على سلوكيات الطفل لأنهم سيأخذون هذه المهارات الإجتماعية وقواعد السلوك  للمدرسة وفي النهاية إلى مكان العمل.

 

– كن قدوة حسنة  لا تتوقع الإنضباط الذاتي من الطفل إذا لم تمارس هذا السلوك بمعنى إذا أردت من الطفل ترك جهازه الذكي يجب أن تتحكم أنت ايضاً بترك جهازك المحمول وعدم استعماله عند وجود الأطفال او اذا اردت تعليم طفلك القراءة والإطلاع عليك بذلك، لأن الطفل سيعتبرك قدوة للتعلم.

 

-انتقد السلوك وليس الطفل أي من الأفضل أن تقول “الذي فعلته كان شيئاً سيئاً” بدلاً من “أنت فتى سئ“.

 

-تحدث عن مشاعرك كلنا نفقد أعصابنا من وقت لآخر، فمن المهم التحدث عما حدث وعن سبب غضبك ، اعتذر اذا كنت مخطئاً وحاول قدر الامكان ان لا تنقل ضغط العمل الى البيت.

 

وفي النهاية تذكر أن الهدف ليس التحكم في الطفل بل أن يتعلم ضبط النفس.

علامات تشير الى وجود مشاكل :

-انخفاض في الأداء المدرسي و درجات ضعيفة على الرغم من الجهود الكافية.

– قلق و توتر.

-رفض الذهاب الى المدرسة أو المشاركة في أنشطة الأطفال العادية بشكل متكرر.

-فرط النشاط أو التململ.

-كوابيس مستمرة.

– العصيان والعدوان المستمر.

-نوبات الغضب المتكررة.

-الاكتئاب او الحزن او الانفعال.

 

عند وجود هذه العلامات يفضل التحدث مع الطفل على انفراد ومحاولة فهم مشاكله و مخاوفه و التعامل معه ک صديق ليرتاح معك ويُخبرك بمشاكله بكل صدق وبعد تشخيص مشاكله ابحث لإيجاد الحلول و قم بتوجيهه

وفي النهاية نحن بشر ولسنا معصومين عن الخطأ فمن المفترض أن نتعلم من اخطائنا و تجاربنا ونحاول تحسينها و نأخذ النصائح و نتقبلها لأن المهمة صعبة والمسؤولية كبيرة فنحن مسؤولين عن بناء جيل كامل، و أساس المستقبل بين أيدينا فالحرص واجب.

 

الكاتب /تقوى نور الدين
التدقيق والتحرير / فرح منير

 

المصادر : 

Psychologytoday.com

Mhanational.org

 

Leave A Reply