الدراسة على مدار العام فكرة سيئة
إن إنخفاض مُستوى اداء قطّاع التعليم إنّعكسَ تأثيرهُ بالدرجة الاساس على الطلاب في الصفوف الدراسية، فمع توالي الاحداث المختلفة التي تبعتها قرارت اثبتّت انها غير كفوءة غيّرت من المَنظومة الدراسية بين السابق والحاضر ، وبالتالي إنخفضَ اداء الطلاب واختلط كل شئ عليهم بِما في ذلك حَقهم بدراسة مُستقرة ومُنتجة.
الدراسة على مدار العام فكرة سيئة
لقد مرّ وقتٌ طويل منذُ آخر مرة حَظّينا بها بعطلةٍصيفية طويلة جعلتنا نشّتاق وبشدة للعّودة لمقاعد الدراسة بنشاط بعد عام دراسي هو الأطول فما زلنا لم نُنّهي العام الحالي ليتبعهُ العام الجديد بعد عطلة صيفية قصيرة مُدتها لا تتجاوز العشرة أسابيع، استياء طلابي يتمثل بالعديد من الآراء التي لاحظتها على مواقع التواصل وبإستبيان اجريتهُ بنفسي ابدى فيه العديد من الطلاب آرائهم إذ تمثلت بأنهم ومنذ ما يقارب السنتين لم يحظوا بعطلة صيفية حقيقية او بالأحرى حسب قولِهم ” لم نحظى بعام دراسي حقيقي او عطلة حقيقية منذ ما يقارب السنتين “
فبحسب التقويم النموذجي للدوام الرسمي في العراق فأن الدوام يبدأ في نهاية شهر أيلول وينتهي في بداية شهر أيار ولكن ومع انطلاق التظاهرات والإعتصام الطلابي في بداية العام الدراسي لسنة 2019 تبعها إعلان الجائحة في نهاية العام استمرت آلية التعليم الكترونياً حتى الشهر السادس بالنسبة للدراسة الابتدائية والثانوية وحتى نهاية الشهر السابع بالنسبة للجامعات فيما انطلق العام الدراسي الجديد بتأريخ 6/12/2020 ليكُون بذلك فارّق العطلة الصيفية أربعة شهور. وحسب الأخبار التي أُعلِنت من قبل وزارة التعليم فأن العام الدراسي الحالي سينتهي في نهاية الشهر السابع من عام 2021 ليبدأ العام الدراسي الجديد بتأريخ 10/10/2021 ليكون بذلك فارق العطلة الصيفية اقل من ثلاثة شهور فقط وهو وقت غير كافي مقارنة بأسابيع الدراسة المستمرة على طول العام والسبب هو أن الطلاب لم يستريحوا بعد من عناء العام الدراسي المنصرم.. ومع استمرار تحويل الدوام الى التعليم الالكتروني ومن ثم الى حضوري بحسّب ما يتم التعامل مع الجائحة …ثم تقليص عدد أيام الدوام لمنع ازياد الإصابات بينما في ذات الوقت تم زيادة عدد الأسابيع التي تشمل الفصل الدراسي وذلك لتعويض الدروس التي تم تفويتها خلال العطل. اذهب هنا لطرح سؤال هل هناك علاقة بين طول العام الدراسي والانجاز الأكاديمي؟ وهل المزيد من الوقت في الدراسة يعني مزيداً من الإنتاج؟ بالنسبة لكل طالب غيّرت جائحة كورونا الطريقة التي يتعلمون بها وأين يتعلمون، أثر ذلك بشكل مباشر على أداء الطلاب في الدراسة لأن دور المدرس والأستاذ لا ينحصر فقط في التعليم وانما يتمثل في بناء منظومة متكاملة أي مهما طال الوقت الفعلي لاستمرار الطلاب في الدراسة على مدى أسابيع طويلة ومتقطعة لن يكون ذلك تعويضاً عن استمرارهم بمدة قصيرة لا تتجاوز الشهرين وعلى طول خمسة أيام متتالية في الأسبوع لأنهُ وبالنسبة لمعظم الطلاب لا توجد علاقة متبادلة بين طول اليوم الدراسي و السنة الدراسية والإنجاز الأكاديمي ولكن ما يثبت أهميته بشكل لا يصدق هو مدى ارتباطهم بالتعلم اثناء وجودهم في الفصل الدراسي وهو ما قلّ بشكل ملحوظ منذ الانتقال الى التعليم الإلكتروني وأصبح وجود الطلاب اثناء الدروس في الصفوف الدراسية الالكترونية جزء من شيء روتيني دون الاهتمام او الانتباه للأستاذ اثناء المحاضرة ،تقودنا هذه المشكلة بشكل مباشر الى مشكلة السيطرة على فيروس كورونا إمّا باللقاح وإمّا بأخذ تدابير الوقاية للحدّ من انتشار الإصابات حتى نتمكن من العودة الى مقاعد الدراسة بشكل كامل ومنتظم كما وان وزارة التعليم مسؤولة عن تحديد وقت العام الدراسي والاجازة الصيفية بشكل أكثر انتظاماً على مدار العام مما يعطي للطلاب الفرصة الكافية لإعادة تنشيط أنفسهم بشكل كافي للاستعداد للعام الدراسي الجديد.
إن قصر الإجازة الصيفية له تأثير سلبي على التحصيل العلمي، وبالمقابل فإن عام مُنتظم ومستمر بعد عطلة طويلة تعطي للطالب الوقت الكافي للتعافي من ضغط امتحانات نهاية العام وفرصة لخوض مختلف النشاطات الصيفية وهذا يؤدي الى نجاح أكاديمي عالي ونسبة تفوق ملحوظة ومستحقة.
الكاتب / تبارك عدنان
التدقيق والتحرير / فرح منير
كل ماذُكر هو من آراء الكاتب الشخصية