الموهبة من منظور أنطولوجي
أن الإنسان الطبيعي لا يكتفي بظواهر الأشياء وسطحيتها، هو يفتتن على الدوام عما هو أبعد مدى من المعنى البسيط، أنه في توق دائم لأكتشاف أشياء مُلفتة ومميزة تجعله يشعر بلذة ليس لها مثيل، وهذه اللذة التي يشعر بها تكون شيء غير قابل للوصف بكلماتٍ معدودة ، وعدم قدرته على التعبير عن روعة الشيء الذي يستشعره، يعزز من شعور انه شيء عظيم! شيء خارق وفوق القدرة البشرية الطبيعية! شيء يعرفه الأنسان الحالي بما يُسمى " الموهبة"! ولكن..هل الموهبة هي حقاً شيء خارق لا يمتلكه الجميع؟
الموهبة من منظور أنطولوجي
إن الإنسان الطبيعي لا يكتفي بظواهر الأشياء وسطحيتها، هو يفتتن على الدوام عما هو أبعد مدى من المعنى البسيط، أنه في توق دائم لاكتشاف أشياء مُلفتة ومميزة تجعله يشعر بلذة ليس لها مثيل، وهذه اللذة التي يشعر بها تكون شيء غير قابل للوصف بكلماتٍ معدودة ، وعدم قدرته على التعبير عن روعة الشيء الذي يستشعره، يعزز من شعور انه شيء عظيم! شيء خارق فوق القدرة البشرية الطبيعية!! شيء يعرفه الإنسان الحالي بما يُسمى ” الموهبة ولكن..هل الموهبة هي حقاً شيء خارق لا يمتلكه الجميع؟ لنرَ هذا في هذه المقالة
لطالما سمعنا الناس وهم يتناولون على ألسنتهم كلمة “موهبة ” لدرجة أنها أصبحت كلمة عادية تتردد على جميع الأذهان دون أي شك، ولكننا لو بعثرنا أصل هذه الكلمة لعلمنا أن لها اساساً هشاً لا يُمكن الإعتماد عليه، والدليل على هذا، لو سألت أي شخص عن تعريف الموهبة سيجيبك بشيء مخالف للشخص الثاني.
فحسب الثقافة السائدة ربما يعتقد البعض أنها الذكاء؟ أو الإبداع؟ التميز والبروز؟ وغيرها من المُصطلحات، ومن هنا نستنتج أن هذه الكلمة لا تمتلك أساس معنوي واضح المعالم..
ويعتقد البعض أن الموهبة هي صفة يمتلكها الشخص بشكل فطري ودون اي تعب في اكتسابها، ولكن لا أحد يعلم؛ أن كلمة موهبة هي مجرد غطاء هش و درع تدرع به البعض ليبرئوا أنفسهم من شعور النقص بوصف شخص ما بالموهوب وكأنه شيء ما فوق الطبيعة.
وأبرز المشاكل التي تنتج من هذه الكلمة هي
“لماذا ابذل الجهد كل يوم وانا لست بموهوب !”
أو
” لماذا أُتعب نفسي حتى وانا موهوب؟”
وتبدأ الإنعكاسات السلبية بالتردد في كل ركن من أركان العقل البشري الذي تصدّأ من شدة اليأس، متناسياً أن ذلك الشخص الذي يدعوه بالموهوب فقط لامتلاكه صوت عذب في الغناء؛ كان يتدرب كل يوم بكل جهد ومن دون أي كلل. او ذلك اللاعب السريع الذي كان يقضي ساعات طوال متواصلة في الركض ليهيئ نفسه للسرعة.
فأين الموهبة في أمور قد تبدو من الخارج أنها خارقة ولكنها من الداخل مجهود بشري متواصل للتطور والسعي نحو الأفضل؟
أننا ننظر الى الخارج فقط ونرمي كلمات عشوائية ببساطة مثل ” ياله من شخص محظوظ” أو ” أنه موهوب حقا!” ونظن أن كل جائزة يستلمها شخص عُرِف بالموهوب قد تأتي دون أي تعب منه ولا جهد، ولكن هيهات فعمله المميز ماهو الا بذرة صغيرة تحمل بداخلها أبعاد مثابرة وإصرار وعمل سرمدي.
وأن إنكار هذه الفكرة له تأثير يجعلنا نشعر بالكآبة، كأيدٍ صدئة الملامس قوية الأعصاب تضيق على القلوب لعدم وجود تقبل لاختلاف المستويات بين شخص وآخر. بين سعي وجهد، وبين حافز وهدف. ومثابرة! فيبدأ شعور النقص و الاستهانة بالذات بالنمو كزوبعة مُغبرة مُحملة بالغيرة وقلة الحافز.
لهذا فالموهبة من منظور أنطولوجي – وهو مفهوم الوجود لكل شيء– إنها غير موجودة حتى
ولهذا أحب أن اُذكركم وكُلي يقين بأننا لا نعلم أي شيء. ولكننا نستطيع التعلم، هذا ما يميزنا نحن البشر. و أن الموهبة ليست سوى سلاح غير مستعد لمواجهة العالم.. التجربة والبحث يمنحان ما لا تقدر الموهبة على منحه.
الكاتب / افنان عمار
التدقيق والتحرير / فرح منير
المصادر :