الطفل بين التشرد والعمل
تراهم جالسين على قارعة الطريق بثياب ممزقه وفي أعينهم أحلام الطفوله التى سرقتها الأقدار انا ذالك الطفل الذي أتخذ الشارع بيت له أنا لقيط بلغتكم وبلا حقوق في لغتي
الطفل بين التشرد والعمل
زاد عدد الأطفال المشردين الموجودين في العالم عن 31 مليون طفل في أواخر عام 2017 م، منهم 13 مليون لاجئ، و17 مليون طفل من اللاجئين النازحين داخل أوطانهم، إضافةً إلى 936 طفل من طالبي اللجوء وغيرهم من الأطفال المشرّدين بفعل الكوارث الطبيعيّة، وهم غير مدرجين في السجلات الموضّحة لهذه الأعداد.
ويسجل الأطفال نسبة تقترب من النصف في سجلات اللاجئين والنازحين حول العالم، إضافة الى ذلك نسب حالات الكوارث التي تشمل الصراعات المسلحة في بقاء الاطفال بعيداً عن آبائهم. وهنالك حاولي 13.5 مليون من الأطفال المتشردين في العالم حالياً.
وللتشرد انواع مختلفة متفاوتة بين دول العالم:
منها التشرد الداخلي، الذي يشمل نقل الأطفال بعيداً عن المناطق التي تشهد الحروب أو النزاعات المسلحة.
أما التشرد المخطط الذي يشمل نقل الأطفال بعيداً عن آبائهم وفق السياسية التي تضعها بعض الحكومات مثل المدارس الداخلية.
وإبعاد الاطفال لأسباب اقتصادية واجتماعية وذلك عن طريق رعاية الاقارب.
وان اعداد الاطفال المشردين اخذ يزداد اكثر لأسباب متنوعة ومنها الطلاق والنزاعات العائلية التي تؤدي الى ابعاد الأطفال عن عائلاتهم والعنف الذي يرتكب بحق الأطفال وكذلك الحروب. تعد الحروب أحد أكثر الأسباب التي تؤدي الى محي الطفولة عندما تضع اقدامها في بلد ما.
كل تلك الأسباب تمتلك نتائج ذات تأثير سلبي، منها ما يؤدي الى جعل الاطفال في خطر دائم بين اعتداء واغتصاب والنزوح الى عالم الأجرام وهذا ما بينته بعض المحاكم من ارتفاع نسبة الإجرام عند الاحداث في دول مختلفة ومنها العراق. واكدت ذلك الدراسات حيث بينت أن العراق كان عام 1999 يحتل المرتبة الرابعة على صعيد الوطن العربي في شيوع الجريمة. فقد أرتفع عدد الجرائم التي ارتكبها الإحداث، وخاصة الطلاب، من 1404 جريمة عام 1995 لتصبح 1669 جريمة عام 1998 و1826 جريمة عام 1999.
وكما أتفق علماء النفس وعلماء السلوك الاجتماعي لما للانفصال وتأثيره على الأطفال. حيث بينت أن الأطفال ينمون نمواً أفضل نفسياً وتنموياَ وجسدياً في الأسر المكونة من والدين اثنين بدلاً من الأسر المكونة من والد واحد فقط.
وكذلك بين باولبي سنة(1969) أن هناك فترة حرجة حساسة لتطوير العلاقة أو التعلق (تعلق الأبناء بالآباء) يتم خلالها تشكيل هذا التعلق بسهولة بين الطفل وأبويه.
اما الآثار الأكثر تأثيراً، حيث ينظر إلى المتشرد على أنه شخص غير مقبول داخل المجتمع المحيط به، صعوبة الحصول على خدمات صحية مناسبة، صعوبة الحصول على الطعام أو ربما المحافظة عليه مدة أطول، صعوبة الحصول على تعليم مناسب لكي يكون شخصا مقبولاً ربما أو شخصاً قادراً على أكمل مسيرته بصوره جيدة.
وهذه هي حياتهم، طفولتهم ضائعة بين طفل مشرد واخر متسول. وهذا الصراع تخوضه اطفال اغلب دول العالم.
من الحلول التي توصل إليها السيد جيرار في الندوة التي نظمتها منظمة ( أرض البشر)، وهي منظمة سويسرية غير حكومية وتعنى أساساً بقضايا الاطفال، حيث بينت عن أسلوب مشترك لعلاج مشكلة أطفال الشوارع تمكنا من الاتفاق على أسلوبٍ موحد للعاملين في المنظمة لمواجهة الظاهرة. هناك أربعة محاور يمكننا العمل من خلالها.. في الشارع… في مراكز للنشاطات يفد عليها الطفل… في مراكز للإيواء… ومع العائلة. كما تسعى إلى توفير الخدمات الصحية والغذائية للطفل وجمع شمله مع أهله وصولاً إلى تأهيله كي يتمكن من الاعتماد على ذاته والعثور على عمل يوفر له حياة كريمة…وبصفة عامة فإن طريقة تعاملنا مع المشكلة يتم تحديدها وفقاً لاحتياجات الطفل ذاته.
الكاتب / هدى ثامر
التدقيق والتحرير / نور علي
المصادر: