ما هو النجم الزائف؟

النجوم في نظرنا هي تلك المصابيح التي تلمع في سماء الليل لتضيف الجمال لتلك الخيمة السوداء فوقنا ولكن ما لا نعرفه عنها ان هذه الاضواء مختلفة من حيث انواعها واشكالها وحتى احجامها او حتى ليست بنجم. تحدثنا سابقا عن العناقيد النجمية وسنتحدث اليوم من خلال هذا المقال عن النجوم الزائفة !

0

ما هو النجم الزائف؟

النجوم في نظرنا هي تلك المصابيح التي تلمع في سماء الليل لتضيف الجمال لتلك الخيمة السوداء فوقنا ولكن ما لا نعرفه عنها ان هذه الاضواء مختلفة من حيث انواعها واشكالها وحتى احجامها او حتى ليست بنجم. تحدثنا سابقا عن العناقيد النجمية واليوم سنتحدث عن النجوم الزائفة. والنجوم الزائفة قد تكون الأجسام الأغرب في الكون، في الصور تبدو كنجم صغير مضيء لكن بالفحص نراها مضيئة جدا، وهي تكون الأجسام الأكثر بعدا المعروفة. وكثير من العلماء يعتبرونها بأنها على اطراف الكون، يطلق عليه ايضا اسم الكويزار (اختصارا لكلمة QUASi-stellAR radio source ). وأكتشف لأول مرة عام 1960. واكتشف بواسطة ما يصل إلينا منها من أشعة راديوية. والنجم الزائف او الجسم الشبه نجمي هو المصطلح أو المسمى العام، ولكن الاسم مركب للتعبير عن «شبه نجم مُصدر لأشعة راديوية» أو «مصدر شبه نجمي راديوي» حيث يشير إلى الكويزارات التي تكتشف عن طريق رصد أشعتها الراديوية.

عند سماعنا لمصطلح نجم زائف تتوارد الى الاذهان عده تخيلات وتصورات ولكن في حقيقة الامر النجم الزائف هي النور او الضوء الذي يحيط بثقب اسود هائل مباشرة حيث هذه المنطقة تعتبر منطقة غازية ساخنة جدا تصل درجة حرارتها عدة مئات الالاف من الدرجات المئوية .

تبعث هذه الهالة الضوئية الضوء واشعة اخرى وتعتبر مصدر راديوي فلكي، يكون الكويزار أكثر الأجرام الفلكية نشاطا وبُعدا عنا وهو من فئة النوى المجرية النشطة.

ومن بين الأجرام الشديدة الإضاءة المعروفة في الكون، تصدر الكويزارات طاقة و ضياء يعادل ما تصدره مجرة درب التبانة بألف مرة ؛ أي ما يعادل ترليون نجم، وكل تلك الإضاءة في منطقة أصغر من نظامنا الشمسي. وهي المنطقة الغازية المحيطة بالثقب الاسود، وقد استغرق تفسيرها عقدين من البحث والمشاهدة والدراسة لاكتشاف ذلك.

موطن الكويزارات في قلوب المجرات النشطة والفتية. اعتبرت الكويزارات في بداية اكتشافها على أنها مصادر طاقة كهرومغناطيسية شديدة بأنواعها المختلفة من أشعة إكس وأشعة جاما وأشعة راديوية، بما فيها الضوء المرئي، ولكن مع الوقت اتضح أن الكويزارات هي أنوية مجرات شديدة البعد عنا ولهذا لا يظهر منها سوى النواة التي تظهر «كنجم» و يتوسطها ثقب أسود فائق ؛ فهي تنتج طاقة بمستويات مساوية لناتج طاقة مئات من المجرات المتوسطة مجتمعة.

تعتبر الغازات المحيطة بالكويزارات ذات احجام صغيرة نسبيا مقارنة بمقياس مجرة ولكنها ذات كثافة عالية جدا وساخنة جدا، يبلغ قطر المنطقة الغازية ما بين ١٠ – ١٠٠٠٠ مرة اكبر من نصف قطر شفارتزشيلد (هو نجم عظيم افتراضي كل ما هو اصغر منه يتحول الى ثقب اسود).

وعند امتصاص الثقب الاسود الموجود في قلب الكويزار للغازات المحيطة به تبعث كمية ضخمة من الطاقة وتبعث اشعة جاما واشعة سينية وفوق البنفسجية وموجات راديوية واشكال اخرى من الاشعاع الكهرومغناطيسي قبل ان يتم ابتلاعها.

يبدو الكويزار في التلسكوبات البصرية كنجم باهت بسبب بعده الشديد، ويكون ذا انزياح أحمر عال (اي زيادة الطول الموجي) جدا بسبب شدة بعده عن الأرض. من المتفق عليه في الأوساط العلمية أن هذا الانزياح الأحمر العالي يفسره قانون هابل وهو يعني ان الكويزار يكون بعيدا جدا عن الأرض، وعادة نرى أشعته بعد قطعها مسافات تقدر بنحو 9 مليارات سنة ضوئية أو أكثر. تـُظهر النجوم الزائفة انزياح نحو الأحمر عالي جدا، وهو بسبب بعدها الشديد عن الأرض علاوة على تأثير تمدد الكون، وتمدده بالتالي بين الكويزار والأرض  والسر في امكانية رؤيتها رغم بعدها الشديد يكمن في قدرتها الفائقة في إنتاج الطاقة التي تتمثل في أشعة كهرومغناطيسية مختلفة الترددات تم ذكر امثلة عنها، ولكنها حالما وصلتنا بعد تلك الرحلة الطويلة تصبح في عداد الأشعة الراديوية، ذلك لأن الترددات العالية تكون قصيرة الموجة (مثل أشعة إكس)، وهذه عندما تطول أطوال موجاتها تصبح موجات راديوي (أشعة راديوية).

 

 

الكويزار QSR J1819+3845 مثلا يتغير سطوعه حيث أنه مصدر لأشعة راديوية تنتقل في الوسط بين النجمي حتى تصلنا. تتغير شدة سطوعه بمقدر أربعة مرات أو أكثر خلال ساعات قليلة. وقد تبين أن تلك التغيرات في شدة سطوعه تعود إلى تشتت أشعته في الوسط بين النجمي. وعن طريق هذا الكويزار المذكور توصل العلماء إلى إثبات دور تشتت الأشعة خلال الوسط بين النجمي وأنه السبب في تألقه الراديوي مما يجعل الأشعة تصل إلى الأرض بفارق زمني قصير بين مراصد على الأرض بعيدة عن بعضها (مثل مرصدين، أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في هولندا).

يفسر الدفق الهائل من الطاقة الذي تنتجه الكويزارات من خلال مجموعة من العمليات، ومن جملة التفسيرات المقترحة:

  • الكويزارات هي أنواع من النجوم النابضة التي يدور لبّها الثقيل جداً بسرعة وترتبط بحقل مغناطيسي قوي.
  • الكويزارات تنشأ من اصطدامات متعددة لملايين النجوم المحتشدة بشكل كثيف في قلب مجرة ممزقة طبقاتها الخارجية كاشفةً عن طبقاتها الداخلية التي تصل حرارتها إلى ملايين الدرجات.
  • ثمة فكرة مشابهة هي أن الكويزارات عبارة عن مجرات تكون فيها النجوم محتشدة بكثافة بالغة تجعل انفجار مستعر أعظم منها يمزق الطبقات الخارجية لنجم آخر ويحوله إلى مستعر أعظم آخر منتجاً بذلك تفاعلاً نجمياً متسلسلاً.
  • الكويزارات تستمد طاقتها من الإفناء المتبادل والعنيف للمادة والمادة المضادة المحفوظتين بشكل ما داخل الكويزار حتى الآن.
  • الكويزار هو الطاقة المتحررة عند سقوط الغاز والغبار والنجوم في ثقب أسود بالغ الضخامة في قلب إحدى المجرات التي كانت نفسها قد تشكلت خلال عصور من تصادم واتحاد ثقوب سوداء أصغر.
  • الكويزارات هي “ثقوب بيضاء” أي الوجه الآخر للثقوب السوداء، حيث تظهر فيها المادة التي ابتلعها ثقب أسود في جزء أخر من الكون، أو حتى في أكوان أخرى.

 

الكاتب / ثريا جعفر
التدقيق والتحرير / محمد رحيم

 

المصادر:

https://www.nasa.gov

https://www.spacex.com

https://ar.m.wikipedia.org

 

النجم الزائف

Leave A Reply