ثمانيةٌ وعشرون
لغة نتحدثها جميعا، لكن الكثيرين لا يعرفونها عنها سوى الثمانية والعشرين حرفا، سنتعرف عن اللغه العربيه واهميتها واثارها وعلومها واصولها في هذا المقال
ثمانيةٌ وعشرون
اللغة بصورة عامة بمفهومها الفلسفي هي تَعَابير واصْطِلاحات خاصّة بجماعة مُعيَّنَة ،وهي تعابير ومفردات كلاميّة تستعملها فئة من النَّاس تطبعهم بطابع خاصّ ومُميَّز، وتعتبر بنيان لأفكار الانسان، والميزة التي ترفعه عن الحيوانات، حيث من خلالها يعرف الفرد كيف يبني افكاره ويصوغها على شكل اقوال على خلاف بقية الحيوانات رغم امتلاكهم اعضاء النطق .
يعتبر الفكر واللغة وجهان لعملة واحدة يرتبطان ببعض ويكملان احدهما الاخر ولا يمكن الفصل بينهما، والدليل على ذلك اننا نفكر من خلال اللغة.
تعددت اللغات في العالم وتشعبت ولكن لكل شجرة مهما كانت كبيرة فهناك بذرة لها ،فافترض علماء اللغويات بوجود لغة بدائية وهذه الفرضية اسست فقط لوضع تسلسل منطقي تقوم عليه اللغات، يفترض انها تقوم على اللغة الام ومن ثم تنقسم إلى لهجات فتأخذ شكل لغات منفصلة وهو ما ينطبق على اللغات السامية التي تتشابه فيما بينها بشكل عام، وهذا التشابه يزداد ويتسع كلما كانت المجموعة اللغوية تنتمي إلى منطقة جغرافية واحدة ومتقاربة.
يطلق مصطلح (اللغات الساميَّة) على لغات الأسرة التي تنتمي إلى الفصيلة السامية (الحامية)؛ طبقاً لتقسيم علماء اللغة للفصائل اللغوية في العالم. وتضم هذه الأسرة اللغوية لغات الشعوب التي تسكن الآن وسكنت قديماً،” شبه الجزيرة العربية، واليمن، والحبشة، وبلاد الشام، والعراق“.
بلغ عدد اللغات الساميّة عبر التاريخ حوالي عشرين لغة، وقد بقي منها تسعة لغات هي (العربيّة، والعبريّة، والآراميّة، والسلتعيّة، وسبت بيت غوراج، والمالطيّة، والعربيّة الجنوبيّة الحديثة، والإنوريّة والسودويّة).
اللُّغَة العَرَبِيّة
تعتبر من أكثر اللغات السامية تداولا وتحتل المركز الرابع من حيث انتشارها في العالم ، يتوزع متحدثين هذه اللغة في الوطن العربي بالإضافة إلى مناطق مجاورة مثل الاهواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال واريتريا واثيوبيا وجنوب السودان ..الخ وتحتل المركز الثالث بعدد الدول التي تعترف بها كلغة رسمية .
للغة العربية أهمية كبيرة لدى الأديان السماوية وبصورة خاصة الإسلام ، فتعتبر اللغة العربية لغة مقدسة حيث انها لغة القران ولغة الصلاة واساسية في القيام بالعديد من العبادات والشعائر .
وتعتبر اللغة العربية رئيسية ايضا في بعض الكنائس المسيحية في الوطن العربي كما كتبت اهم الأعمال الدينية والفكرية لليهود في العصور الوسطى باللغة العربية.
وانتشرت وأصبحت ذات اهمية لقرون طويلة في اراضي عديدة إثر انتشار الإسلام واعتبرت لغة السياسة والعلم والأدب في الأراضي التي حكمها المسلمون انذاك.
وقد أثرت اللغة العربية بصورة مباشر وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردنية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية والتجرية والأمهرية والصومالية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية؛ ودخلت الكثير من مصطلحاتها في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، مثل أدميرال والتعريفة والكحول والجبر وأسماء النجوم. كما أنها تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.
تعتبر اللغة العربيّة من أغزر اللغات من حيث المادة اللغويّة، ففي معجم إبن منظور (لسان العرب) الذي تمّ تأليفه في القرن الثالث عشر للميلاد ما يزيد عن ثمانين ألف مادة. عدد حروف اللغة العربيّة ثمانية وعشرون حرفاً مكتوباً، ويرى عددٌ من اللغويين بأنه يجب إضافة (حرف الهمزة) إلى قائمة حروف اللغة ليصبح عددها تسعة وعشرين حرفاً، وتكتب اللغة العربيّة من الجهة اليمنى إلى اليسرى كاللغتين العبريّة والفارسيّة، على عكس العديد من اللغات حول العالم.
علوم اللغة العربيّة :
1-علم النحو : وهو العلم الذي يبحث في أصل تكوين الجمل وقواعد إعرابها.
2-علم البلاغة : تعني قوّة التأثير وحسن البيان، وقد تمّ وضع هذا العلم للعالم بالتراكيب الواقعة في الكلام، وقد تمّ تقسيم هذا العلم إلى أقسامٍ ثلاثة، هي:
– علم البيان.
– علم المعاني.
– علم البديع.
٣- علم العروض والقوافي : يعرّف العروض على أنه العلم الذي يبحث في حال الأوزان أو الميزان الشعري الذي يعرف به الموزون من المكسور، كما يعرف على أنه موسيقى الشعر أو علم ميزان الشعر.
٤- علم الاشتقاق.
٥- التصريف.
٦- الإعراب.
٧-الترادف والتضاد.
أصل اللغة العربية
وإذا ما وَلَجْنا إلى الحديث عن أصل اللغة العربية خاصّةً تبيَّن لنا أنَّها اللُّغةُ الحَيَّةُ التي ما زالت تعابيرُها وتراكيبُها والكمُّ الأكبرُ من ألفاظها مُستعملًا حتّى يومنا هذا، فعلى الرَّغم من أنَّ لغاتٍ أُخْرَى مثل اليونانية والعِبريّة واللاتينية قد بدأ تَدْوِيْنُها قبل العربيّة إلّا أنّها لم تُحافظ على نفسها نابِضَةً كما حُفِظَت العربيةُ. ويُذكر أن نشأة اللغة العربية كانت في الجزيرة العربية، قبل ألف عام، وامتدّت رقعة المتحدّثين بها من القبائل البدوية بداية من غرب الجزيرة العربية إلى منطقة بلاد ما بين نهري دجلة والفرات، وإلى جبال لبنان غربًا، وإلى سيناء جنوبًا.
وهي – كما ذكرنا سابقا- من اللغات السَّامِيّة، وتُعدّ من اللغات الأفرو-آسيوية، وتلتقي بالعبريّة في أصلهما الكنعاني، حتّى إنّ هناك من وصفهما بالشقيقتين نظرًا لأصلهما وتشابههما في بعض المزايا والجذور اللغوية، لكن هناك من قال إني لأربأ بالعربية عن كونها شقيقة للعبرية، ويكفي أن نقول إنهما ابنتا عمّ! قد يبدو مَهْدُ العربية غائمَ المعالِمِ، فأقدمُ ما يُعرَف منها وُثِّق تاريخُه في القرن الخامس الميلاديّ، لكنَّها في تلك النّصوص؛ أي منذ نُعُومَةِ أظْفَارِها، وُصِفَتْ بالنّضوج والكمال والبَهَاء. على أنَّ العربيّةَ منذ القِدَمِ تُعرف باختلاف لَهجَاتِها، فَمِنْهَا ما هو بائدٌ، ومنها ما بَقِيَ بَقَاءَ أهلهِ، ولعلَّ أعَلَاها وأفْصَحَها وأبْقَاهَا لهجةُ قُريش، الأقوى حضورًا، والأقربُ مَأخذًا؛ وممَّا بَوَّأها هذهِ المكانةَ أفواجُ الحُجَّاج كلَّ عام، إذ فرضتْ نفسَها بانْتِقائِها لكلِّ جميل مُستساغٍ من اللهجات الأخرى، ونَبْذِها لكلِّ هَجِينٍ ثقيلٍ مُسْتَقْبَح.
الكاتب / ثريا جعفر
التدقيق والتحرير / سرى ناطق
المصادر :
-كتاب نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها.
-منصة العين الاخبارية
-ويكيبيديا