ادغار آلان بو
ادغار آلان بو ،وُلِدَ حزينًا،عاش حزينًا ومات حزينًا فأمتزج هذا الحزن بأدبه ليجعله كابوسًا تتخلله مشاعر صادقة
ادغار آلان بو
تميزت جميع اعمال بو بالحزن،الرعب والرومانسية السوداء بسبب حزنه المستمر لكن ذلك لم يمنع بو أبدًا من ان يكتب او يطرح موضوع اخر في قصصه فقد كتب القصص الخاصة به في الاسلوب الساخر ،الفكاهية والخدع ،لإعطاء طابع كوميدي استخدم السخرية ببذخ في كثير من الأحيان محاولة لتحرير القارئ من المطابقة الثقافية.
فقد كان التوتر في أعماله والغرابة في تلك الأفكار الغير مطروحة سابقًا فقد ساهمت في تكوين شخصيته المغايرة التي فشل الباحثون الى الآن في تفسيرها و توضيح تلك التعقيدات التي كتبها فقد كانت كتابته تتميز بالغموض و الانجرار نحو الأفكار العميقة التي كانت تراوده و تهيئتها و وضعها على الورق بأسلوب و بكلمات تعبر عنها تعبيرًا عميقًا فقد كانت تلك أفضل ميزات بو وهي وصف المشاعر والأفكار،وصف بارعًا و مرعبًا في نفس اللحظة.
تحدث بو عن المبادئ التي سار عليها في حياته الأدبية في محاضرة قامت في مدينة( ريشموند ) عام 1849 قبل شهور قليلة من وفاته فتحدث عن السمو بالروح بحيث دعت محاضرته الى التحرر في الكتابة و طرح الأفكار فوصف هذا التحرر على إنه اثيريًا و لا يحد بغايات، وصف السمو بالروح على إنه الترفع من كل أثقال الجسم المادية و انها قدرة شفافة غير مرئية وغير مسبوقة في افتراضات ليبنى عليها مدخلًا للوهم و التذكر بل الشعر ذلك السلوك المنفلت الذي يتحرر فيه الأنسان من كل الأغلال التي تقف بوجه الإنطلاق بخياله و تصوير حالته تصويرًا مغايرًا و بوصف كل المشاعر بكلمات توصل الإنسان لحالة من النشوة ،الخدر و الدخول ضمن نطاق العمل الأدبي الذي يعبر عنه في كتاباته فقد كان بالنسبة لأبناء جيله هو ذلك الشاعر الملعون و ذلك المجنون الذي خرق جميع القواعد و المعاكس للتيار السائد و المتمرد على كل المدارس الأدبية و الشعرية التي سبقته.
فكان هو الثائر على التقاليد و الحزين البائس حتى الموت لكن بعد وفاته أُعتبر ادغار الان بو هو الأب الروحي لأدب الرعب و الشاعر الملهم لكبار المبدعين و اصبح قدوة يقتدي بها العديد من الشعراء و الكُتّاب لكنه لم يتغنى أبدًا بعز الشهرة و الأحترام الواسع فقد مات منبوذًا لم يحظى بأي احترام او تقدير لعبقريته المغايرة.
أفضل أعمال الخيال لبو هو الخيال القوطي الذي ابدع به بشكل عظيم و اتبعه لإسترضاء الذوق العام تتكلم موضوعات هذا الخيال عن مسائل الموت بما فيه من علاماته الجسدية و أفكار مرعبة بالخوف من دفن الجسد السابق لأوانه او ما يسمى بالقتل الرحيم و الانعاش من الموت تعتبر جزءًا من أعماله تصنف تحت هذا النوع من الرومانسية السوداء و هي رد فعل ادبي للفلسفة المتعالية التي مقتها بو بشدة.
و في 3 اكتوبر عام 1849 تم العثور على بو في شوارع بولتيمر مخمورًا يهذي فقد أُقتيد الى كلية الطب واشنطن حيث توفي في الأحد 7 اكتوبر عام 1849 في الساعة الخامسة صباحًا تاركًا ورائه إرثًا عظيمًا من القصائد و القصص التي اذهلت العالم الى وقتنا الحالي.
الكاتب / مريم وسام
التدقيق والتحرير / مريم عقيل
المصادر :