جارة القمر وسفيرتنا إلى النجوم فيروز
جارة القمر وسفيرتنا إلى النجوم فيروز
مـِن الطفلة الأولى لأسرة بسيطة كانت تسكن في حارة زقاق البلاط إلى مُغنية في الإذاعة اللبنانية إلى فريق ينشد الأغاني اللبنانية إلى أسطورة فنية لن يكررها التاريخ نبذة عن عصفورة الشرق فيروز.
نهاد رزّق وديع حداد المولودة في 21 نوفمبر عام 1935 ، في حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت ، والدها وديع حداد الذي كان يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية “لوريون” التي تصدر حتى يومنا هذا باللغة الفرنسية في بيروت ، توفيت والدتها ليزا البستاني في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيروز “يا جارة الوادي“.
رفض الأب مقترح محمد فليفل أن تغني أبنته أمام العامة لكن الأخر نجح في اقناعه بعد أن أكدَ له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية مع أشتراطه أن يرافقها اخيها جوزيف أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى الذي كان يترأسه وديع صبرة والذي كانَ يرفض أي مصروفات مِـن الطلاب الذين أتوا مع فليفل.
كما قالت فيروز في أحدى لقاءاتها النادرة “كانت أُمنيتي أن أُغني في الاذاعة وقد أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ 100 ليرة في الشهر ، كانت فرحة لا توصف ، لكِن في نهاية الشهر لم أكن محظوظة كفاية بسبب خصم الضريبة.” ، كما كان أخر ظهور لها بصورة نشرتها أبنتها ريما الرحباني تحت تعليق “سيلڤي والماضي خلفي“.
كانت الأنطلاقة الجدية لفيروز في عام 1952 حيث بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد ثلاث سنوات مِـن هذا التاريخ ، كما تميزت فيروز في الأغاني القصيرة وسط ضجة الأغاني الطويلة ، كانَ التعاون معَ الأخوين رحباني مرحلة جديدة في الموسيقى العربية حيث تميز بالمزج بين الأنماط الغربية والشرقية كما ساعد صوت فيروز لأكتشاف مناطق جديدة كانت أولى أغانيها تضج في القنوات الأذاعية كافة.
أصدرت فيروز العديد مِن الألبومات وكانت قادرة على التنوع والجمع بين الأغاني القديمة والحديثة وكانَ أخر ألبوم لها هو “ببالي” عام 2017 الذي لاقى هذا الألبوم العديد مِـن الأنتقادات وذلك لأنه لا يرتقي لفن فيروز وأرثها وذلك بسبب بعض الكلمات الركيكة لكِن صوت فيروز كان يغطي كل العيوب وكان المنقذ.
كما زارت فيروز العديد مِـن الدول العربية ومِـن ضمنها ( بغداد عام 1975 ، مصر عام 1976) وأيضًا العديد مِـن دول العالم وكان أبرزها (باريس عام 1979والارجنتين عامي 1961 وَ 1970).
ولم يتوقف أبداع فيروز حيث قدمت العديد مِـن المسرحيات وكانت تقام في العديد مِـن الأماكن منها كازينو لبنان ومسرح قصر البيكاديلي وكما لقبها الجمهور الأُردني بـ “ملكة المسرح“
وكانت أبرز المسرحيات التي قامت فيها هي ( جسر القمر عام 1962 ، بياع الخواتم 1964 ، بترا عام 1977)
أما بالنسبة للسينما فقد قدمت فيروز العديد مِن الأدوار في بعض الأفلام منها ( بياع الخواتم بدور ريما 1965 ، وبنت الحارس في دور نجمة 1968).
على الرغم مِـن قلة القصائد التي غنتها فيروز إلى أنها كانت مُميزة منها (خُذني بعينيك ، أعطني النايَ وغني ، أُناجيكَ في سر ، والآن وليس غدًا) لكِن هذهِ الأغاني لا تذاع كثيرًا وذلك لان بعضها غير مصور.
حصلت على العديد مِن الأوسمة والجوائز وكان أبرزها (وسام الأرز برتبة فارس ، قائد الفنون والآداب و وسام جوقة الشرق الفرنسِي مِن رتبة كومندور ).
كل البلدان والمسرحيات والقصائد التي ذكرت في المقال هي جزء لا يتجزأ مِـن عطاء عصفورة الشرق التي لن تغيب ولن تفارق بداية يومنا وصباحنا بأغانيها وأناشيدها.
الكاتب / جمانة جمال
التدقيق والتحرير / مريم عقيل
المصادر :