لعراقٍ واحد

"المجتمعات التي تنتظر الوعي من السماء، ولا تتحرك لبناء نفسها تسهل قيادتها من قبل الناطق باِسم السماء".

0

لعراقٍ واحد

نحن العراقيين على اختلاف مذاهبنا وأدياننا وقومياتنا ، نريد بلدا آمناً وعملاً كريماً وحياة رغيدة , لكن علينا أن نغير اولاً من أنفسنا ومن  أولوياتنا ، وننظر للبلاد والمجتمع والسياسة بشكل مختلف , ومن أجل توحيد جهود العراقيين المطالبين بالتغيير ، ورص صفوف أبناء البلد وضمان أن يصب المستقبل في صالحنا
قد قسم سراق الأرض والدم والوطن الشعب إلى أقسام والى تكتلات واثقلوهم بالهموم.

علينا التكاتف فيما بيننا من مختلف الانطلاقات والمبادئ تحت راية واحدة وهي راية العراق فهناك سبل وطرق علينا جعلها في المقدمة ليتسح لنا الوحدة العراقية الواحدة , ومن اهمها اعادة صيغة مفهوم المواطنة.

فكما للمواطن حقوق , في المقابل عليه واجبات يجب القيام بها :-

اولاً /  ان يعي أبناء شعبنا العزيز ان الواجبات الملقاة على عاتقه هي تعزيز وتقوية للبلاد ان يتم واجباته اتجاة بلاده بابهى صورة وفي أطار الديمقراطية الصحيحة وتحقيق المساواة بين جميع العراقيين في ضوء مبادئ حقوق المواطنة وواجباتها التي تقع على المواطن.

ثانياً / ترسيخ حب الإختلاف واحترام الاديان الأخرى وعدم التهجم عليها او انتهاكها بالفعل والقول يجب أن يترسخ مفهوم حب الإختلاف لدى العراقيين من منطلق الدين لله والأرض للجميع وان الإختلاف بداية الاتفاق والحوار السليم الذي ينتج عنه التسامح الديني والانساني في مجتمع سلمي واحد , والحوار السليم والنقاش العقلاني هما من اهم العوامل التي تنتج لنا مناخ إجتماعي رائع.

أننا اليوم أمام منظومة فكرية مغلوطة لأن القائمين عليها أو المدعين لها هم بألاصل مجرد بغبغاوات تريد تجريد الحقيقة المطلقة للتفكر والنقاش ووضعها بشبك فكري ضيق ولا ينسجم مع أصول التفكير ومنطق العقل الحر فالكثير يبدأون نقاشهم او عندما يطلقون حريه تفكيرهم المنحدر لا من أجل التعلم الواعي ولا من أجل القيمة الوجودية او الفكرية أو الفائدة العلمية البحتة القائمة على أساس التفكر والمنطق والمعرفة الصحيحة بل لأجل التهجم أو الهجوم المطلق على ألاخرين لأثبات شيئاً ما هم مؤمنين به تصورياً لا واقعياً , وهذا يتطلب أعادة فهم صيغ الحوار ووجودية الحوار الكامن في جوهرية تقبل ألاخرين وأحترام أسسهم بأن الحوار هو تبادل معرفي علمي لا هجومي جهلي بضرورة أثبات تصورات قد تكون غير صحيحة , وهذا يُعتبر نوع من أنواع العنف الفكري المضمحل المحصور في دائرة معرفية ضيقة قد تؤذي.

دائما ماتكون العقيدة المغلوطة والرأي المستبد مصدر الوقوع في مستنقع الانحرافات الفكرية والسلوكية وتولد اجيالا من الجهل والتعصب , لا تجعل عقيدتك وسيلة للتصنيف والتقسيم وصناعة الحواجز وهي ليست اختيارات وانما فروض من البيئة ، لاباس بها اذا هي ظلت على مستوى الفرد بشرط ان لايفرضها على الاخرين , وكل هذا يدخل ضمن عمليات بناء السلام الفكري والعقلي في العراق.

الاِنتقال في إدارة الخلافات من مواجهتها بالعنف، إلى سحبها إلى مستوى الحوار . إعادة فهم الطاعة، والاِلتزام بالنظام اِنطلاقًا من حقوق المواطن، وواجباته، وليس بالعودة إلى تفويض سماوي يتوفَّر عليه الحاكم، أو الزعيم، أو القائد، أو الرئيس , وضع حريات الفرد، والجماعة، اِستنادًا إلى قوانين وتشريعات، فوق كل الحقوق، في مرتبة الضرورة، وفهمها كحاجة أساسيَّة للوجود المجتمعيّ ,بناء الوعي السياسي، وتحديده بواسطة مقولات، ومقوِّمات وطنية، ووطنية فحسب..

واخيراً
ان المجتمعات هي التي تصنع نظامَ حكمها الخاصّ، وفقًا لشروطها التاريخيَّة- والبنيوية , هكذا، إنَّ مجتمعًا فاسدًا ينتج نظامًا فاسدًا، والمجتمع الذي يسود فيه الجهل ينتج نظامًا جاهلاً، والمجتمع الذي يسود فيه الخضوع للأجنبي ينتج نظامًا خاضعًا، وهكذا.

الكاتب / شبر عبدالوهاب
التدقيق والتحرير / عبدالله ساجد

المقال من رأي الكاتب الشخصي.

Leave A Reply