هل اصبح الطلاق وصمة عار للمطلقة؟ ام هو حل للرباط المقدس؟

هل المطلقة أصبحت فضيحة المجتمع ؟ وان كانت فضيحة كما يزعم فلماذا الفعل الشنيع لهذه الفضيحه يقتصر على المرأة ؟ولماذا يسعى المجتمع جاهدا لتزويج المطلقة للتخلص من لعنة المطلقة؟!

0

هل اصبح الطلاق وصمة عار للمطلقة؟ ام هو حل للرباط المقدس؟

سبب النظرة السوداوية للمطلقة في المجتمع العربي هو بمثابة اعلان فشل المرأة في الحياة، حيث ان هذا الإعلان فيه حكمين جائرين الاول: الفشل في الزواج يقتصر على المرأة لا المرأة والرجل.

والثاني: الفشل في الزواج يعني فشل المرأة في الحياة بأجمعها، حيث تقتصر الحياة فقط على الزواج.

ولكي اصبوا الى المعنى الدقيق سوف اضرب مثالاً، اذا قرر شاب خطبة فتاة وكانت اخت الفتاة مطلقة سوف تنشأ الكثير من علامات الاستفهام والتردد في الخطبة. لان شقيقة الفتاة تعتبر فاشلة في حياتها وكذلك هي المسؤلة عن فشل تكوين أسرة فهي تعد شخص منبوذ اجتماعياً في العائلة اولاً والمجتمع ثانياً.. حيث حكم بالفشل على حياتها لان هي مطلقة دون ان يراعوا بقية الجوانب الاخرى كالجانب العملي، الثقافي والعلمي والخ..

ومن الأسباب التي أوصلت المجتمع الى هذه الافكار المريضة:

1-الموروث الاجتماعي: ان اغلبية المجتمع الذي يمتلك معتقدات ونظرات سلبية حول المرأة المطلقة لم تنبع من دوافعهم الذاتية او تجاربهم الشخصية وانما ورثوها ممن سبقهم وتم تعميم هذه المعتقدات فأصبحت هذه المعتقدات المغلوطة شائعة ومتداولة ومنتشرة بين افراد المجتمع. وسوف ينقلونها الى الاجيال القادمة دون وعي، ودون أن يجدوا ضرورة لإعادة التفكير في مظلومية المرأة المطلقة.

2- ظاهرة المجتمع الذكوري: سبب امتلاك المجتمع الافكار والمعتقدات الجريرة والفاسدة هو سيطرة الذكور الاجتماعية. وتكاد تكون وسيلة انتقام الذكر من كل امرأة ترفضه وتهجره حتى وان كان وحشاً. والجدير بالذكر هنا أن رسوخ النزعة الذكورية في المجتمع يجعل بعض النساء أكثر شراسة بالدفاع عن الذكورية من الذكور أنفسهم.

3- الاستقلال الذاتي للمرأة: نجد أنّ المجتمع المحيط بالمطلقة تُهيِبهم فكرة الاستقلال المادي والذاتي للمطلقة. حيث أن المطلقة التي تُعيلُ نفسها بنفسها دون الحاجة لذكرٍ (زوج او اخ او اب) يحدد نَفَقَاتها و يرَخِّصَها في اتخاذ القرارات، فلديها مطلق الحرية في حياتها بعيداً عن الاستئذان وأخذ القرار النهائي في امورها، فينتج رد فعل للمجتمع الذكوري نسائه ورجاله برفض هذه الشريحة المتحررة من التسلط في شؤون حياتها وينحسر هذا الرفض بدائرة النبذ الاجتماعي.

4-البعد عن المفهوم الديني : نجد اغلب الافكارالمريضة المنتشرة في المجتمع المنسوبة للدين الاسلامي هي بعيدة كل البعد عن ما يقصده الدين الاسلامي، وبعض هذه الافكار:

“المرأة ناقصة عقل”

ونقصان عقل المرأة، وهو ما قد يُفهم ظاهراً أنها تتصف بالغباء أو تدني معدل ذكائها مقارنة بالرجل، وهذا ظلمٌ عظيم لها وظلمٌ أعظم في اتهام الإسلام بذلك، حيث أن الحقيقة تكمن في فحوى هذا التعبير، وهو الذي اتفق عليه أهل العلم بكل وضوح، إذ يغلب على المرأة تغليب عاطفتها في الحُكم على معظم أمور حياتها بدلاً من عقلها، ولأجل ذلك كانت شهادة الرجل في الإسلام بشهادة إمرأتين، نظراً لأنها تخضع لعاطفتها، وهي صفة حميدة للمرأة، ورحمة بالبشرية جمعاء، إذ أن المرأة بصفتها أماً أو زوجةً أو أختاً أو أياً كانت، لو انتصر عقلها على عاطفتها لما ربّت وليداً ولا أرضعت رضيعاً كما يُقال، إذاً ليس لنا أن نتخيل حال النظام الكوني لو لم تخلق النساء بعاطفة كبيرة!

الكاتب / حوراء صباح
التدقيق والتحرير / نور علي

المصدر:

“ناقصات عقلٍ ودين” إلى متى؟
Leave A Reply