الجانب المظلم للغة

لطالما كانت اللغة شيئا اساسيًا لحياة كل كائن، ليس فقط لأنها وسيلة للتواصل، بل لأنها وسيلة لفهم نفسك واحتياجاتك وادراك هذا الكون الذي حولك، فتخيل نفسك بدون لغة، كيف ستفكر؟ اذن ان اللغة  شيء لا غنى عنه لدرجة انها تحيطنا في كل جهة وآن، ولكن.. هل وجود اللغة شيء آمن؟ ام لها جانب مظلم لم ينتبه إليه احد! سنرى هذا في هذه المقالة.

0

الجانب المظلم للغة

 

لطالما كانت اللغة شيئا اساسيًا لحياة كل كائن، ليس فقط لأنها وسيلة للتواصل، بل لأنها وسيلة لفهم نفسك واحتياجاتك وادراك هذا الكون الذي حولك، فتخيل نفسك بدون لغة، كيف ستفكر؟ اذن ان اللغة  شيء لا غنى عنه لدرجة انها تحيطنا في كل جهة وآن، ولكن.. هل وجود اللغة شيء آمن؟ ام لها جانب مظلم لم ينتبه إليه احد! سنرى هذا في هذه المقالة.

 

ان الجانب المظلم من اللغات قد اغتزلته فرضية تسمى sapir whorf وتُعرف كذلك بالنسبية اللغوية، وهي فرضية مشهورة تتمحور حول فكرة ان اللغات  تسيطر وتحكم طريقة تفكير الإنسان، وتجعل رؤيته للعالم محدودة على حسب كمية الكلمات واللغات التي يعرفها، مثلا عندما لا يجد الانسان كلمات كافية للتعبيرعن طريقة تفكيره ومشاعره المعقدة.

وهذا يجعلنا نصل الى نقطة كون اللغة ليست آمنة تماما، فهي قفص  ضيق لعقل الانسان يمنعه من التفكير والتعبير المطلق، وتقيد رؤيتك وفهمك للعالم، وهذا يفسر احيانا حاجتنا للغات ثانوية اخرى تدعم لغتنا الاصلية، فعندما تتكلم وتريد وصف شيء معين ستستعين بلغة اخرى تحوي مصطلح لم يتوفر في لغتك.

 

وقد قال جورج اورويل في روايته الشهيرة 1984 :” ان الغاية النهائية للغة الجديدة هي تضييق افاق التفكير؛ حيث تصبح جريمة التفكير في نهاية المطاف جريمة مستحيلة الوقوع من الناحية النظرية، وذلك لأنه لا توجد كلمات بمكن للمرء من خلالها ان يرتكب هذه الجريمة؛ فكل مفهوم يحتاج اليه الناس سيتم التعبير عنه بكلمة واحدة محددة المعنى وغير قابلة للتأويل، واما معانيها الفرعية سيتم طمسها حتى تصبح طي النسيان

وهو بهذا يستخدم اللغة للتحكم بالشعوب، حذف كلمات مثل (حرية) او (حقوق) من اللغة فيصبح من الصعب المطالبة بها وينتهي المطاف  في النهاية لشعب خاضع مُسيطر عليه.

 

 الكاتب / افنان عمار
التدقيق والتحرير/ محمد رحيم

 

المصادر:

sciencedirect.com

Leave A Reply