نوال السعداوي
عندما يذكر اسم الدين تكمم الافواه عندما يطالب بحق التعليم الجنسي يغلق المجتمع اذان نسائهم كي لا يفسد عقولهم بما انتزعوه منهن وعندما يحاول صوت كسر قيد الخوف ويتعالى في وجه الظلم يصبح في زمن كان ......... فعندما تذكر الصحف اسم امرأة واجهت هذا الثالوث الثلاثي من الدين والجنس والسياسة حتى مماتها فتكون من واجباتنا نحن النساء ان نعرف العالم بمن هي نوال سعداوي وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال .
نوال سعداوي
قرأتُ في المدرسة عبارات التفرقة “سعاد تكنس وأحمد يقرأ – زينب تطبخ وسعد يكتب ” كافحتُ بعدها لأتحرر من عبودية الكنس و الطبخ و أنتزع حق القراءة و الكتابة. – نوال السعداوي
فمن هي نوال السعداوي ؟
نوال سعداوي تم وصفها بالمرأة التي واجهت الثالوث ” الدين, الجنس, السياسة ”
وُلِدت نوال السيد السعداوي عام ١٩٣١م، في «كفر طلحة» من اسرة مصرية بسيطة الحال كانت الطفلة الثانية من بين عائلة تضم تسعة أبناء، وتعرضت للختان وهي في عمر ستة أعوام، التي شرحت عن هذه الحادثة في كتبها ” اوراق حياتي ” و ” مذكرات طبيبة ” , كان والدها مسؤولًا حكوميًا في وزارة التربية والتعليم، وكان من الذين ثاروا ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان كما شارك في ثورة 1919، وكعقاب له تم نقله لقرية صغيرة في الدلتا وحرمانه من الترقية لمدة 10 سنوات. استمدت منه احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات. توفي كلا والديها في سن مبكرة لِتحمل نوال العبء الكبير للعائلة .
ان صراعها الداخلي بين الطب والادب لم ينتهي طوال مسيرة حياتها فعوضًا عن الاختيار بينهما برز اسمها لامعًا في شتى المجالين . فمن ناحية الطب اصبحت مسؤولة الصحة العامة في وزارة الصحة وان عملها كطبيبة جعلها على التماس دائمًا بقضية المرأة فقد درست حالة المرأة النفسية والجسدية بسبب العنف المجتمعي ، لكن في عام 1972 فقدت وظيفتها من وزارة الصحة المصرية بسبب كتابها المرأة والجنس الذي هاجم قضيه ختان المرأة في مصر .
اما من ناحية الادب فكتبَتْ نوال السعداوي المئات من المقالات والكتب من القصص الادبية والرواية والسيرة الذاتية وكانت جل اعمالها تتكلم عن المرأة في الدين والسياسة والجنس فتكلمت عن تهميش المرأة في المجتمعات “الذكورية ” ورفضت سياسة الغرب لمفهوم الحرية بتعرية المرأة وتكلمت عن المساواة الحقوقية بين الذكر والانثى واشتهرت برفض القهر والعبودية على المستوى الخاص والعام وترفض هذه المرأة المتمردة على واقعها أن تقبل بهذه الوضعية، حيث أشارت إلى أنها طلقت أزواجها الثلاثة لأنهم رفضوا أن تكون لها حرية مثلهم، بالرغم من أنها كانت طبيبة نفسية ولها دخل مادي أكثر منهم. حيث انها قالت : “المرأة مسؤولة أيضًا عن وضعية الاستبداد الزوجي؛ حيث تتحول من مقهورة إلى قاهرة لذاتها بقبولها لعبودية الرجل”.
تم رفض افكارها وكتابتها من قبل السياسة المصرية ووصفها ب “مدمرة للقيم المجتمعية ” وتم اتهامها ب “ازدراء الاديان ” حيث في سبتمبر عام 1981 ، صدر حكم بسجنها،. وعند خروجها من السجن ألفت كتابها الشهير “مذكرات في سجن النساء ” عام 1983 ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسعة أعوام كانت متصلة مع سجينة واتخذتها كملهمة لروايتها “امرأة عند نقطة الصفر” عام 1975.
لاقتها المنية في 21 مارس 2021 ميلاديًّا، الا انها استطاعت ان تجسد ” التمرد” وترفض قيود الذل الذي تم فرضه من قبل العبيد .
ومن ابرز ما قالته :
” إن شرف الإنسان رجلاً أو امرأة هو الصدق؛ صدق التفكير وصدق الإحساس وصدق الأفعال. إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة؛ واحدة في العلانية وأخرى في الخفاء” .
“جريمتي الكبرى.. أنني امرأة حرّة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد، ولدت بعقل يفكر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل”.
– “”علموا بناتكم الاستقلال الاقتصادي حتى يبحثن عن رفيق للحياة وليس عن عائل، وعلموا أبناءكم الاستقلال المنزلي حتى يبحثوا عن حبيبة وليس عن عاملة منزل”.
الكاتب / زهراء سرمد
التدقيق والتحرير / مريم عقيل
المصادر :
bbc.com