العالِم الذي فتح آفاق الجيل الجديد نحو علم الفلك

عادة ما يغمرني الألهام عند قراءة السير الذاتية، الان ان سيرة العالم الفيزيائي كارل ساغان،كانت حالمة اكثر من المعتاد على الاقل بالنسبة لي،رغم المنطقية التي يعتمدها العلماء في دراساتهم وتسيير حياتهم، كارل كان بوابة لتحقيق الخيال وتحقيق كل ما لايمكن تصديقه الى شيء مثبت.
“غالباً ما يحملنا الخيال الى عوالم وهمية ، و لكن من غير الخيال لا يمكننا أن نذهب الى أي مكان”
وُلد في 9 نوفمبر عام 1934م و علم منذ صغره انه سيصبح فلكياً، درس في جامعة شيكاغو، حيث درس الكواكب واستكشف نظريات (الذكاء خارج كوكب الأرض).وعَمِلَ مع ناسا في عدة مشاريع، وقد قدم ساغان، وهو ناشط مناهض للأسلحة النووية، فكرة “الشتاء النووي” في عام 1983، كتب رواية واحدة، والعديد من الكتب والأبحاث الأكاديمية وقدم السلسلة التلفزيونية كوزموس، التي تمكنت بدقة طرحها البديعة ان تلهم العديد الشباب نحو العلوم.

وربما كان من اشهر ما عرف عنه،هو قصتة مع الصورة التي التقطها لكوكب الارض حين وصل مسبار فوياجر Voyager 1 probe1 الى نبتون، لتظهر الارض على انها مجرد بقعة زرقاء باهتة في الفضاء،لننطلق منها بنقاش لمكان الانسانية في الكون.

الارض مسرح صغير جداً في حلبة الكون الفسيحة، فكر في انهار الدماء التي سالت بسبب هؤلاء الاباطرة والجنرالات حتى يصبحو للحظة اسياد جزء صغير من تلك النقطة “”
وضع خيارين امام الحضارات،اما ان ترتاد الفضاء، او تنقرض، ففي يوم ما،وبعد خمسة مليارات عام من الان، ستحترق الارض وتبتلعها الشمس، وستكون هنالك عوالم ونجوم اخرى ومجرات تأتي للوجود، لتصبح الطريقة الوحيدة لنجاة الارض هي استكشاف الفضاء الذي يبعد آلاف الكيلو مترات، والذي لا تحتمل اجسادنا حتى الفاصل مابينه وبين غلافنا الجوي، ليُضهِر لنا ان بأمكاننا فعل المستحيل عند استخدام عقولنا،واضاف ايضاً:”الكون موجود بداخلنا؛ أجسادنا تتكون من بقايا نجوم قديمة. إننا وسيلة الكون في التعرّف على نفسه ”
افنى حياته في دراسة عوالم غير الارض، كان عقله عوالم بحد ذاته، رافضاً لكل المعتقدات القائمة على الايمان فحسب، فقد فضل الفهم والمعرفة الحقيقية على تصديق الاوهام مهما كانت مُرضية، حيث اننا الآن نملك الفرصة لأستكشاف الطريقة التي تم من خلالها بناء الكون حقاً، والتحرر من الاساطير التي تخبرنا بالطريقة التي يرغبون ان يبنى عليها الكون.
توفي نتيجة الالتهاب الرئوي، نتيجة مضاعفات مرض نقص الأنسجة في نقي العظام، في سن ال62 في 20 ديسمبر عام 1996م ،ولم تنتهي مسيرته حتى الان، فكما الهَم العالم نيل ديغراس تايسون بعمر السبعة عشر عامًا ليقنعة بأرتياد الجامعة، فقد آلهم آلاف الناس لأرتياد العلم، والعمل على نقل البشرية الى الخلاص.
حلم بالابحار نحو النجوم ،والان اصبح العِالم كارل ساغان خريطتنا للأبحار نحوها.

الكاتب / ام البنين حيدر
التدقيق والتحرير / عبدالله ساجد

المصادر:
المصدر الاول
المصدر الثاني