الجواهري ما بيننا مناضلاً وأديباً
كُتب عنه الكثير، وتناولته كتب الأدب وعناوين الصحف وصدحت به الحناجر ووسم بأبلغ ما تطيب به النفس أن توسم، لكنه لم يوفَ حقه. فليس الكلم وحده منصفا لأديبا اريبا أنبتَ في زمن قفر وكان كالنوء في جدب الدهر، فهو المورد العذب الذي يروي الظمأ , وسنتعرف اكثر عن الجواهري في هذا المقال.
الجواهري ما بيننا مناضلاً وأديباً
لن أتداوله فتى وناشئاً وأسطر عن سنين عمره الأولى، لن أُسطر ما عانى وما لاقى ، ومن أين أزهر ولا أي الفجاج سلك. فذاك نفيس نعم لكنه قد صدأ .بل سأنشده روحاً وأجوب في سواحل نفسه .
كُتب عنه الكثير، وتناولته كتب الأدب وعناوين الصحف وصدحت به الحناجر ووسم بأبلغ ما تطيب به النفس أن توسم، لكنه لم يوفَ حقه. فليس الكلم وحده منصفا لأديبا اريبا أنبتَ في زمن قفر وكان كالنوء في جدب الدهر، فهو المورد العذب الذي يروي الظمأ.
أوليس هو من بث في الأنفس الفتية جذوة نار وهجت بثورة الحرية وهم يرددون ما همس :
سيخرج من صميم اليأس جيل شديد البأس جبار عنيد
ألم نهتدي بهديه، ونسير على إثر خطى ما كتب !
هل أنه حطّ رحله في زماننا !
أكان حيا يرزق معنا في القرن الحادي والعشرون! ام انه فذا تولد حروفه مع كل جيل وتبث بهم ما كانت تبثه منذ دهر مضى نيف عن المائة عام!
لا هذه ولا تلك، فما كان رحمه الله سوى أريباً حكيماً ، ما كان بدعاً بل وهبه الله بصيرة ولبب أنارت سبيله.
وتقرأ له: ستبقى طويلا هذه الأزمات أذا لم تقصر عمرها الصدمات
إذا لم ينلها مصلحون بواسل جريئون فيما يدعون كفاة.
يخيل إلي بأنه كان يحمل على ظهره وتدين.
أما الأول فهو الوطن، وأصلاحه وترميم ما تبقى من يبابه ولو كلفه ذاك ما كلفه، وأما الثاني فهو لغتنا “لغة البيان والقرآن” نعم فكلاهما وطن وهوية وذاك من المسلمات لا ريب فيه.
وهي ذاتها سبيلاً لنا لو تطلعت أعيينا فيمَ نقرأ، لو أدركنا كنزاً كامنناً قد تراه أعين كثيرة لكن لن تبصر عظيم أثره إلا فئة قليلة .
فيقدح بذهني حين كتب:
وذلك الذي فخمته شهادته
خلاصتها إن الفتى قارئ سطرا
ويكفيك منه ساعة لأختباره
لتعلم منها أنه لم يزل غرّا
خلاصتها أن ليس كل من صدح فعن بصيرة.
لم تكن هذه سوى تحية أزفها إليك ولو كنت تحت الثرى، لم أكتب سوى كل ما جال في ذهني وذهن شباب شتى، يبصر لكنه صامت، فما حاجتنا إلا لإمامٍ ” كمحمد” في الشعر يروض أنفسنا الحائرة في لجج الصخب التي نعيش، يقودنا حيث تروم أنفسنا، إلى مجداً قرأنا عنه ولم نحيا به
إلى نصراً تاقت إليه أفئدتنا ولمّ نجده.
فوالله ما حاجتنا إلا إلى ذاك العربي الذي يقطن في كل منّا، ولن يوقظه إلا مقداماً كما كنت.
هلمّوا نقرأ ما سطر، لعلنا نجد ظالتنا لا محال.
كتب محمد مهدي الجواهري للمتنبي :
فيا ابن الرافدين ونعم فخرٌ ، بأن فتى بنى الدنيا فتانا
ويا ابن الكوفة الحمراء وشى ، بها سمط اللالئ والجمانا
بحسبك ان تهز الكون فيها ، فتستدعي جنانك واللسانا
وان تعلو بدان لا يعلى ، وان تهوي بعال ٍ لا يداني
فماذا تبتغي أعلوَ شان ٍ ، فمن ذا كان أرفعَ منك شانا
الكاتب / آية عماد
التدقيق والتحرير / تقى محسن
المصادر : رأي الكاتب الشخصي