الإضطراب الوجداني ثنائي القطب
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب كذلك يسمى بالإضطراب الهوَسي الاكتئابي، وهي حالة طبية معقدة تنطوي على تغيرات جسيمة في المزاج والطاقة والتفكير والسلوك. يمكن أن يصاب مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بالحزن أو التهيج أو العدائية , وسنتطرق من خلال مقالنا هذا للمزيد حول هذه الحالة النفسية !
الإضطراب الوجداني ثنائي القطب
تعريفاً به:
هو عبارة عن اضطراب مزمن ومتوارث، ويتميز بتقلب الحالة المزاجية بصورة غريبة.
مقدمة:
قديماً كان يسمى الاضطراب الوجداني بالهوس الأكتئابي، كما يُعرف بالاضطراب ثنائي القطب; وهو عبارة عن اضطراب مزمن ومتوارث، ويتميز بتقلب الحالة المزاجية بصورة غريبة، فضلاً عن الاكتئاب والهوس أو تناوب الإثنين في حياة المريض.
يظهر هذا الاضطراب في بعض الأحيان دون أعراض أو مصحوباً بعدد من الأعراض الخفيفة. غالباً ما يعاني مرضى الاكتئاب الوجداني من إدمان الكحوليات أو غيرها من مشاكل تعاطي المخدرات وقد يزيد الإسراف في التعاطي كُلّاً من نوبات الهوس والاكتئاب.
كيف ينشأ الاضطراب ثنائي القطب:
لم يتم حتى الآن تحديد سبب واضح للإصابة بهذا الاضطراب. يُفتَرض حالياً أن يكون ذلك بسبب ما يسمى بالحدث المتعدد العوامل، وهذا يعني أن السبب قد يَكمُن في العديد من العوامل التي قد تظهر في تركيبات مختلفة. يشمل ذلك أسباب بيولوجية مثل تغيرات في الجينات وفي نظام المواد الكيميائية الدالة في الدماغ، أو تغيرات هرمونية.
كما أن هناك عوامل بيئية التي قد يكون لها دور في ذلك، مثل الإجهاد النفسي الدائم أو الفقد المبكر لأحد الأشخاص المقربين أو المرور بتجارب صادمة مثل التعرض للإيذاء الجنسي أو العاطفي أو الجسدي.
تختلف -في ضوء هذه العوامل- قابلية إِصابة كل فرد بأمراض عقلية. في حالة إِذا أُضِيف – مثلاً – حدثاً مُجهداً نفسياً إِلى ذلك، فإن ذلك قد يكون سبباً في تعرض بعض الأشخاص لمرضٍ عقلي مثل الاضطراب ثنائي القطب.
أعراض المرض :
- الشعور بعدم الحاجة إلى النوم: المعاناة من مشكلات في الخلود إلى النوم أو الاستيقاظ مبكراً أو فقدان الشهية لتناول الطعام أو العكس، وزيادة الوزن.
- الشعور بأنه مهم وخلاق: الشعور بأنه غير جدير بالتقدير والتفكير بالموت والانتحار.
كيف يُمكن للمرء معرفة ما إذا كان مصاباً باضطراب ثنائي القطب من عَدَمه؟
يكون الأقرباء – في كثيرٍ من الحالات – هم من يَحثون المريض على استشارة طبيب لفحص التقلبات المزاجية “الشديدة للغاية” التي يعاني منها. يتم تشخيص الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب عن طريق “تشخيص سريري” هذا يعني أن ليست هناك تحاليل مخبرية تشير إلى وجود المرض.
من الضروري اللجوء إلى إجراء مُقابلة مُفصلة مع طبيب نفسي من أجل تحديد ما إِذا كان الأمر يتعلق حقاً بحالة اضطراب ثنائي القطب. من المفيد أن يتم إِشراك الأقارب أو الأصدقاء في التشخيص بشرط أن يكون المريض موافقاً على ذلك بحيث أن ذلك يُمَكِّن المعالج من التوصل إلى معلومات إضافية مهمة، التي سَتُمَكِّنه من تقييم مسار المرض بصورة أفضل. حيث أن تجربة الشخص المصاب تختلف في كثير من الأحيان بشكل كبير عما لاحظه أقرب المقربين منه.
يتم – بالإضافة إِلى ذلك – عن طريق إجراء فحص مثل تحليل الدم، والتصوير بالرنين المغناطيسي، استبعاد أن يكون سبباً جسدياً مثل – خلل في وظيفة الغدة الدرقية – وراء التغيرات التي تلحق بالمريض.
من أصل (100) يعانون (90) من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب (النوع 1) بنوبات متعددة. حيث يتعرض معظم المصابين لنوبات هوس بوتيرة أقل بكثير من نوبات الاكتئاب، ولهذا فإنه غالباً ما يكون للاكتئاب تأثيراً على مسار المرض.
يَمرُّ الفرد المصاب باضطراب ثنائي القطب (النوع 1) بثماني مراحل مرض تقريباً. يختلف مسار المرض بشكل كبير من شخص لآخر ويرتبط بعوامل مختلفة بما في ذلك سن المريض عند بداية المرض، وجنسه، أو ما إذا كان يعاني من أمراض عقلية أُخرى.
يُعتبر خطر الانتحار في هذه الحالة أكثر ب 20 إلى 30 مرة مقارنة بالأشخاص الأصحاء. يقوم ما بين 25 إِلى 50 من أصل 100 مُصاب خلال حياتهم بمحاولة انتحار بحيث يموت نحو 5 إلى 15 من أصل 100 نتيجة لذلك.
من اللازم – على كل حال – أن يتم أَخذ الأَفكار الانتحارية أو التلميحات المُسبقة عن الرغبة في الانتحار بصورة جدية، حيث أَنه يتم الإعلان مسبقاً عن الرغبة في الانتحار في 8 إلى 9 حالة انتحار من أصل 10 حالات. يجب في حالة الأَفكار الانتحارية الحادة أن يتم إلتماس المساعدة العلاجية بشكل طارئ.
يُقصد ب “الحادة” الحالات التي ينوي فيها شخص ما بصورة ملموسة وضع حد لحياته ويقوم بوضع مخطط لذلك. إلا أن إلتماس هذه المساعدة غالباً ما يكون أمراً في غاية الصعوبة بالنسبة للمصاب.
أعراض المرض : كيف تتم معالجة الاضطراب ثنائي القطب؟
قد يكون لحُرص المريض على ضبط النفس والمسؤولية الذاتية دوراً فعالاً في العلاج أكثر مما كان يُفترض منذ فترة طويلة. عادةً ما يبدأ الأشخاص المصابون باضطرابات من نوع ثنائي القطب باتباع علاج نفسي وغالباً ما يكون ذلك مصحوباً أيضاً بتناول أدوية. يبقى الهدف من ذلك هو التخفيف من الأعراض الحالية لمرحلة المرض ثنائية القطب ومنع ظهور أي أعراض أخرى مستقبلية. قد لا تمنع الأدوية – بشكل كامل – تعرض المريض مُجدداً لنوبات ثنائية القطب، ولكنها تُخَفف من حدتها أو تعمل على تمديد الفاصل الزمني إلى غاية ظهور النوبة التالية.
تُعتبر الطرق العلاجية النفسية فعالة جداً. ويصح ذلك على وجه الخصوص إذا كانت هذه الطرق تأخذ بعين الاعتبار كُلّاً من المشاكل الشخصية ونقاط قوة الشخص المصاب وتعمل على إشراك أقربائه في العلاج. ينبغي أن يتم ذلك قدر الإمكان في بداية العلاج، شريطة أن يوافق المريض على ذلك، غالباً ما يكون اخضاع المريض لمعالجة مكونة من علاج دوائي وعلاج نفسي ضرورياً ومفيداً لبدء علاج مناسب.
الكاتب / سفيان أحمد
التدقيق والتحرير / فاطمة قائد
المصادر :-
الاضطرابات النفسية من النوع ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب: أهم المعلومات حوله