آفة الادمان

الادمان هوَ التعثرّ الاكثرّ سِيطرة في القرن الحالِي، يُنهك الانجازات المُتوقعة من الطبيعة البشرية ويؤدي بيها لخوض تجارّب الفشل الحقيقية، ولا بُدَ من تركيز الافراد على جانبها بشتى أنواعهُ، فالأدمان لا يقتَصر على المُخدرات فحسب، أنهُ مُفترق لعاداتٍ يومية ضارتٍ قد لا تُسلط عليها الاهتمام، أو رُبما نحنُ على درايةٍ بمضارّها ونستمتعُ بالأستهلاك لطبيعة العِيش المُريح ! وأنه الخطر الاكبر للأطفال الذي بدأ يُسيطر على بناية عقولهم ويؤدي بهم الى مُنحدراتٍ مُكلفة !.

0

آفة الادمان

 

الأدمان هو تحفيز مُفرط لخلايا العقل او الرغبة في القِيام بفعلٍ غير مُسيطر عليه من قبل الفرد، ويكون على علمٍ تام بالأضرار الناشئة ومدى تأثيراتُها النفسية والجَسدية، وللأدمان كلماتٍ مُلحقة قد تطرقُ الاذهان عند تبادرُها حولنا، كأدمان المُخدرات وهو الجانب الممثل بالقليل جدًا لوصف هذا الخطر الذي قد غمرَ الجزءُ الاكبر من البشرّية فيمكننا القول وببساطة أن الغالبية العظمى كلٍ منهم مدمنٌ على فعلٌ مهلكٍ جدًا لصحتهُ النفسية والجسَدية.

 

الأضرار الناجمّة عن الأدمان مُرعبة جدًا، يُمكنها أن تجعل الفرد في أقصى مراحل الحُطام النفسي، رويدًا رويدًا تجعلهُ فقيرًا مُجتمعيًا و مُدمرًا عمليًا، علمِيا إي دراسيًا، وعاطفيًا!

سياسةُ النفسُ البشرية الطَبيعة تؤنس بالتواصل الطبيعي، لكنها تستلذُ بالمُفرط، لكنَ الطبيعة دائمًا لها طعمها الخالص الرُوحي المرافق للطمئنينة والاستقرار، فالمدمون غالبًا يفتقرون هذهِ الطبيعة الهادئة العذبة.

 

وهنا يستضِيفُ المُدمن في حربًا خاسرةٍ مع أمورٍ نفسية تقودهُ الى العدم!

 

حيث أن الادمان يُمكن أن يكون ضعفٌ يُولَّد داخل الفرد المُدمن أكثر من كونهُ شيء سيء يَرغب شَخصهُ بالقيام بهِ بشكلٍ مُفرد كأن يَقوم بتفحص أشعارات الهاتف أكثر من عدة مَرات في الدقيّقة، وقال البروفيسور إيان هاملتون في وَصف هذا الضعف، وقد كان أستاذًا في الأُمم المتَحدة مُشاركٌ في علاج الأدمان (إنها تجعلهم يفلتُون من المسؤولية الى حدٍ ما).

 

الانسان عندما تسوء لديهِ قدرتهُ على التحكم في بَعض الأمور الي يُمكن ان تُحل بالقليل من التفاهم النفسي والهدوء والسَكينة التي تستحقها الروح البشرية فأنهُ سَوف يفر الى اشياءٍ من الممكن أن تجعلهُ اكثر انشغالًا وابتعادًا عن الواقع الذي من المُفترض أن يكون فِيهِ ليُمارس حياتهُ المستقرة.

 

للأدمان أشكالٍ لا تُحصى، ولَعل آفةٍ الادمان الأكبر في أغلب المُجتمعات والأقرّب هوَ أدمان شاشات الأنترنت، أنهُ الخطر الفادّح الذِي قادَ الكثير للقلق، الأكتئاب والأجهاد للمُراهقين والشباب، أن الاستخدام المفرط لمواقع الأنترنت يؤدي لمشاكل فعليةً قد أصابت الاغلبية من المدمنون، كأعراض الاكتئاب، عدم الراحة، وعدم الثقة بالنفس، التوتر النفسي، والشعور بالوحدة، وفي الوقت الحاضرّ بدأت هذه الشاشات تأخذ الحِيز الاكبر من رفاهِية الاطفال وابعادهم بألف ميلٍ عن مُتعة الطفولة، وبدأت تظهر المشاكل النفسية في الكثير من المواقف التي أصبح الكثير جاهلًا بها.

 

تعلق الاطفال بهذهِ الشاشات لساعاتٍ طويلة، يسرق الطّفولة الخاصة بهم التي لها دورٌ اساسيّ في بناء شخصيتهم التي من الممكن أن تَكون مدمرة تمامًا بأفعالٍ غير مقبولة وافكارٍ عشوائية تأخذهم من ذلك الحيز الخاص بهم الى اضطراباتٍ نفسية مؤثرةٍ جدًا على نموهَم الصحيّ، علاوةٍ على ذلك، ان الساعات المتزايدة في تصفح الانترنت تؤدي الى الاضطراب في المشاعرّ وفي طرق التعبير الصحيحة عنها، وهذا يؤدي الى عشوائية الامور الطبيعية لدى الفرد، ولكل فردٍ لديه ادمانٌ في جانبٍ ما، لكن لقد رُكزَ على الاكثر انتشارًا، في العموم الأدمان يُخلف ضررًا بالطبيعة البشرية، مُعالجتهُ سبيل نجاحًا للفرد في مختلف جوانب حياتهُ وصحتهُ النفسية والجسدية.

 

الكاتب | زهراء علي
التدقيق والتحرير | محمد رحيم

 

المصادر:

 

Leave A Reply