التغير المناخي، ما تأثيره على العالم؟

بحسب تقديرات العلماء، من الممكن ان يشهد العالم أحداث من الاعصارات والفيضانات في السنوات القادمة، كيف ستؤثر هذه الاحداث على الأرض؟ وكيف ستتعامل الحكومات معها؟.

1

التغير المناخي، ما تأثيره على العالم؟

 

يؤدي تغير المناخ إلى ظهور أحداث متطرفة مثل موجات الحرارة والجفاف والفيضانات والأعاصير. تقول اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن عدد موجات الحرارة قد زاد منذ عام 1950 ، كما ارتفع عدد الليالي الدافئة في جميع أنحاء العالم. إن تواتر الأعاصير وشدتها ومدتها أكبر، مع تزايد نشاط الأعاصير المدارية منذ حوالي عام 1970.

 

فشَهِدَتْ بِـسببهُ المدن كوارث و فيضانات و ارتفاع  في درجات الحرارة

لكن تتخوف بعض المدن من كارثة أكبر قد يصيبها، وهي اختفاء الأراضي تدريجيًا

فنَحنُ نتجه نحو عالم من المتوقع أن تزيد درجة الحرارة 3 درجات مئوية بحلول عام 2100

وان ترتفع مستويات البحار العالمية 6,6 قدم بحلول نهاية هذا القرن

و يقدر العلماء في منظمة “كلايمت سنترال” أن 275 مليون شخص حول العالم يعيشون في مناطق من المتوقع أن تغرق في المستقبل

ومِن أبرزها (الاسكندرية، فينيسا، ميامي، بانكوك، جاكرتا).

الصعيد العالمي ، وصل عدد ونسبة أكبر من الأعاصير إلى الفئة 4 (استدامة الرياح من 210 كم / ساعة إلى 249 كم / ساعة) و 5 (رياح أقوى من 249 كم / ساعة) منذ عام 1970 ، لا سيما في شمال المحيط الهادئ والهند وجنوب غرب المحيط الهادئ. في مارس 2004 ، تم تسجيل أول إعصار استوائي في جنوب المحيط الأطلسي قبالة سواحل البرازيل.

دراسات الأثر التي استشهد بها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ووكالات الأمم المتحدة الأخرى واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) أنه مع حدوث حالات الجفاف في كثير من الأحيان وتصبح أكثر حدة، ستواجه إفريقيا ندرة المياه والضغوط المتزايدة ، مع احتمال زيادة النزاعات حول ماء. تقريبا كل أحواض الأنهار الخمسين في أفريقيا عابرة للحدود.

وفقًا للتقييمات الوطنية، سيؤدي تغير المناخ إلى إنتاج محاصيل كفاف أصغر، مثل الذرة الرفيعة في السودان وإثيوبيا وإريتريا وزامبيا. الذرة في غانا؛ الدخن في السودان؛ والفول السوداني في غامبيا. قالت دراسة استشهدت بها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) إن إفريقيا قد تمثل غالبية الأشخاص الإضافيين المعرضين لخطر الجوع بسبب تغير المناخ بحلول عام 2080.

تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ارتفاعًا متسارعًا في مستوى سطح البحر يصل إلى 0.6 متر أو أكثر بحلول عام 2100. وما لم يتم حماية السواحل، فإن الفيضانات الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن تتضاعف عشرة أضعاف أو أكثر بحلول عام 2080 ، مما يؤثر على أكثر من 100 مليون شخص سنويًا.

أولئك الذين يعيشون في دلتا سيكونون معرضين للخطر بشكل خاص. سيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى توسيع مناطق تملح المياه الجوفية ومصبات الأنهار، مما يعني أنه سيكون هناك القليل من المياه العذبة المتاحة للبشر والنظم البيئية في المناطق الساحلية.

قد يعاني أكثر من 158000 شخص في أوروبا نتيجة لتآكل السواحل أو مخاطر الفيضانات بحلول عام 2020، بينما من المتوقع أن يختفي نصف الأراضي الرطبة الساحلية في أوروبا.

أنظر ايضاً: البعد الاجتماعي في مواجهة التغير المناخي – العراق إنموذجاً

فكيف تتعامل حكومات العالم مع هذهِ التهديدات؟

اتخذت حكومات بعض الدول تدابير في داخل أرضها

ففي بانكوك مثلاً، يعيش أكثر من 10% من المواطنين الآن على أرض من المتوقع أن تتعرض على فيضانات بحلول عام 2050

لذلك بَنَّـتْ الحكومة حديقة وسط مدينة بانكوك تميل للأسفل يمكنها استيعاب ما يصل إلى مليون جالون من المياه

فتَـم بِناء مشروع مُشابه في جنوب هولندا تحديداً مدينة روتردام الآن يقع تحت مستوى سطح البحر

 

وفي عام 2003 في إيطاليا، بدأت الحكومة في بناء حاجز للفيضانات عرف باسم “MOSE”

و كان من المفترض أن يكتمل في نهاية عام 2011 لكن ضَربتْ المنطقة سلسلة من العواصف في عام 2018 و كان المشروع الذي كَلَفَ 6,5 مليار دولار لا يزال غير مكتمل وقد كان هذا أسوء ما شهدته المدينة منذ عقد

وفي جاكرتا التي تغرق بمعدل 6,7 بوصات سنوياً تتخوف من فرق معظم المدينة في حلول عام 2050

و لهذا وافقت الحكومة الإندونيسية على نقل عاصمتها التي تقع في جزيرة جاوة موقعها الحالي بمسافة 100 ميل من موقعها لحماية سكانها من خطرِ الفيضانات

تعد دول المحيط الهادئ من أكثر المتضررين بارتفاع مستوى سطح البحر

فأجرت نيوزيلندا سحبًا سنويًا يُـعرف بقرعة “نيوزيلندا المخصصة لإبناء المحيط الهادئ”

لمنح الحق لعدد معين من مواطنين هذا الدولة بإعادة التوطين على أراضيها و رغم كل هذا المحاولات فإنها و بحسب رئيس شؤون البيئة في الأمم المتحدة لا تكفي لإنقاذ مئات الملايين من الناس من مستقبل مخيف.

 

الكاتب / محمد رحيم
التدقيق والتحرير / مريم عقيل

 

المصادر:
منظمة كلايمت سنترال
اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC)

1 Comment
  1. Karrar Akram says

    تساؤلات مخيفة حقاَ, كيف ستتعامل الحكومات مع كوارث التغير المناخي؟
    كيف سيتعامل الافراد؟
    هل ما يجري من جهود حكومية وفردية كافية لتجنب آثار التغير المناخي؟
    هل دخلت ظاهرة التغير المناحي في مرحلة اللاعودة؟
    تساؤلات جدية وجدلية! ولكن يبقى الواعز الاخلاقي تجاه الطبيعة وحق الاجيال القادمة في بيئة صالحة للعيش هو أكبر من يحركنا لتبني الممارسات المستدامة والسلوك الصديق للبيئة.

Leave A Reply