متلازمة وهم كوتار
مـاهـي مُتلازمة الجثـة المُتحركـة؟ مرض نفسـي حقيقي أم مُجرد وهم يصيب الانسان؟ بـماذا يمُر المصاب خلالها وماهو علاجها وسبب تسميتها؟ سنتعرف عن المتلازمة اكثر من خلال هذا المقال !
مُـتلازمة وهـم كوتار
او ما تسمى بـ مُـتلازمة الجثـة المُتحركة وهي اضطراب نفسي نادر يتوهم المُـصاب بأنـهُ ميت او فقد جزء من اعضاءهُ الداخلية او يتخيل بأنـهُ ينـزف،
تحدث هذهِ المُـتلازمة عادةً للأشخاص الذين لديهم سوابق نفسية او صدمات مثل حوادث السير وأيضًا مَـن لديهم امراض مثل الفصام او اضطراب ثُـنائي القطب.
سُمـيت بهذا الاسم نسبةً الى طبيب الامراض العصبية الفرنسي “جول كوتار” هو الذي اكتشفها عام 1880 وسماها بدايةً بـ هذيان النفي او الإنكار، وفقًا لما نُشر بمجلة Psychology today.
وأشار «كوتار» إلى إحدى الحالات التي أُصيبت بهذا المرض، وكانت تدعي أن ليس لديها أجزاء وأعضاء عدة بجسمها مثل مخها وبطنها وأمعائها، وتظن أحيانًا أنها ملعونة وليست بحاجة للأكل، وبالفعل امتنعت عنه حتى توفت.
يوجد هناك ثلاث مراحل يمُر المُصاب بها وهي:
الاولى التي يبدأ بها الاكتئاب والخوف الشديد والهوس.
الثانية التي من خلالها تبدأ الاعراض بالضهور ويعتقد المُصاب بأنـهُ ميـت.
والثالثة التي يُصـاب بها الشخص ويصل مرحلة جنون العظمة والخوف الشديد بسبب الخلل العاطفي.
تبدأ الاعراض بالإنكار ومنها انكار وجودهم او اعضاء جسدهم بعدها يصبحون مُـنعزلين عن العالَـم ويميلون الى اهمال أنفسهم وجسدهم ومن بعدها يبدأ لديهم شعور الفقد والصورة المشوهة.
وصف الباحثان يونغ وليفهيد حالة مُـعاصرة لمريض تعرض لإصابة دماغية أثر حادث دراجة نارية، أعراض المريض حدثت ضمن إطار الشعور بعدم الواقعية والموت. وفي يناير 1990، بعد خروجه من المستشفى في أدنبرة أخذتهُ أمهُ إلى جنوب افريقيا حيث كان مقتنعًا بأنه ميت وتم أخذه إلى جهنم (الذي أكد ذلك له هو درجات الحرارة هناك)، وبأنه قد مات أثر تسمم الدم (الذي شكل خطورة عليه في بداية تعافيه) أو أثر مرض نقص المناعة المُـكتسبة (كان قد قرأ سابقًا أثناء وجوده في إدنبرة قصة عن شخص كان مصابًا بنقص المناعة المُـكتسبة ومات جرّاء تسمم الدم) وأن روح أمه كانت معه بينما هي بالواقع نائمة في اسكتلندا.
اشارت الدراسات والابحاث إن الاشخاص التي تصيبهم الحالة في مُـقتبل الخمسين عامًا ونسبة اصابة الاطفال والمُـراهقين ضئيلـة جدًا.
إذ إن الإصابة بالأمراض الذّهنية الآتية من شأنه التسبب بالإصابة بوهم كوتار،اكتئاب ما بعد الولادة، الفصام،اضطراب ثنائي القطب،الاكتئاب الذهاني، الإصابة بشذوذ الحركة (catatonia)، الإصابة بالاضطراب الانشقاقي،الإصابة باضطراب تبدد الشخصية ورهاب الماء.
يكون تشخيص الحالة والعلامات سهل مع وجود الحالات الذّهنية الباقية لذلك يجب عمل الاشعة المقطعية للدماغ والتأكد من وجود تغييرات في حجم الفص الجبهي اي يكون أصغر من الطبيعي وخاصة في الفص الايمن وتأثُّر الوصلات العصبية بينه وبين الجهاز النّطاقي (Limbic System) بفقدان الإحساس بالزمان والمكان والنفس، مما يتسبّب بالأوهام نتيجة قلة معرفة الشخص وإدراكه لما يحيط به،
لم يُعرف السبب الرئيس وراء هذه الحالة حتى الآن، وتعتقد بعض الدراسات أن السبب يتعلق بالمناطق الأمامية من نصف المخ الأيمن، وهو أكثر شيوعًا عند كبار السن الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب أو الفصام، أو اضطرابات ثنائي القطبين، أو الخرف.
العلاج يكون علاج نفسي وبالأدوية،
العلاج النفسي:
بالتحدث السلوكي والسلوكي المعرفي.
العلاج بالأدوية:
مثبتات المزاج. مُضادات الذهان. مُضادات الاكتئاب. العلاج بالمهدئات. مُضادات الدوبامين، مثل ريسبيريدون (Risperidone)؛ إذ اثبتت الأبحاث وجود علاقة قوية بين آلية إفراز الدوبامين في الدماغ والإصابة بوهم كوتار. مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائيّة مثل سيتالوبرام (citalopram)، التي من شأنها تقليل إفراز الدوبامين في الدماغ. الامتناع عن استخدام عقار الأمانتادين (amantadine)؛ لأنّ ارتباطه بمستقبلات الدوبامين يجعلها أكثر فاعليّةً للارتباط بهذه المادة، ممّا يزداد إفراز الدوبامين في الدماغ.
الكاتب / مريم عقيل
التدقيق والتحرير / سرى ناطق
المصادر :
متلازمة كوتار | متلازمة الجثة الحية