الجندر و أهميته الإجتماعية
نسمع الكثير عن الجندر من اتهامات واشاعات وعلى انه جزء من الحركة النسوية التي تدعوا إلى التمرد! ولكي نجيب على هذه الاتهامات والإشاعات تعالوا نقرأ عن أهمية الجندر وتأثيره على المجتمع..
الجندر و أهميته الإجتماعية
يشهد المُجتمع البشري الحديث وتحديداً مجتمعاتنا الشرقية صراعاً حول لعب الأدوار والمكانة ، ولكي نتعرف أكثر فأكثر على هذا الصراع علينا مراجعة التاريخ وكيف قُسمت الأدوار بين الذكر والأنثى؟ وكيف رسخت الصورة النمطية عن دور المرأة في هذه المجتمعات؟
على العموم ليس هنالك خط بياني ثابت عن هذه الأدوار ففي التاريخ البشري يوجد المُحارب الذي يتصف بالقوة والخشونة، فصفحات التاريخ لم تخلو من ذكر مُحاربات اثبتن جدارتهن، وأما على مستوى الحكم فنجد الملك والملكة، ولكن ک مفهوم؛ ظهر الجندر في ثمانينات القرن العشرين في أمريكا الشمالية ومن ثم في أوروبا الغربية، وهنا علينا طرح تساؤل : ما أهمية الجندر الإجتماعية؟
إن الجندر يؤثر بشكل مباشر على استقرار المجتمع وسير العلاقات فيه من خلال كسر الصورة النمطية التي ترسخت عن الدور الذي يجب أن يقوم فيه كل جنس، حيث تقوم المجتمعات من خلال اللاوعي بزرع بعض الصفات في نفوس الأجناس، ومن أهم هذه الصفات التي يجب أن تكون في “الذكر” القوة، عليه ان لا يبكي، يجب أن يُقاتل ويُصارع، هو من يعمل وهو من ينفق وإلا فقد ذكوريته أو رجولته !
وعلى الأنثى أن تكون رقيقة، خاضعة، ضعيفة، لا يجب أن تعمل والا فقدت أنوثتها أو لن تكون امرأة! إن هذه الأدوار أو الصفات التي رسخها المجتمع من خلال ممارساته وأفكاره الرجعية وجعلها صورة نمطية ليس لها علاقة بالطبيعة البشرية ، أو ليس لها حقيقة من الأساس !
فالجندر يكسر هذه الصورة النمطية ويُعيد توزيع الأدوار بشكل عادل ، ومن خلال فهم الجندر وكيف يمكن لكلا الجنسين أخذ الدور من غير أن يكون حصراً على جنس من دون الجنس الآخر سنشهد استقرار اجتماعي على مستوى العلاقات الاجتماعية، فبسبب الصور النمطية يشهد مجتمعنا اليوم الكثير من المشاكل وعلى رأسها التفكك الأسري، والتعنيف وارتفاع نسب الطلاق، وهذا بسبب الصفات التي رسخت في ذهن الرجل تجاه المرأة، فهي ناقصة العقل، هي مصدر الخيانة، إذا أخطأت يُقال : أنت رجل يجب أن تضرب و تتسلط، وغيرها من الأفكار المغلوطة التي أنتجت لنا كوارث اجتماعية، فهذه الأفكار لا تنعكس على المرأة وحدها إنما على الرجل ايضاً وتسبب له آثار نفسية مدمرة، فنلاحظ ارتفاع نسب حالات الانتحار بين الشباب وهذا كله بسبب الصور النمطية التي هي أشبه بالعقوبة، فبرغم شعورك بالألم عليك ان تتظاهر بالقوة، فإذا تظاهرت بالضعف ستتعرض للإستهزاء ولن تكون رجل!
ختاماً علينا فهم الجندر جيداً للقضاء على هذه الأفكار المعقدة ولكي نحصل على مجتمع صحي يستطيع فيه الإنسان التعبير عن ذاته ومشاعره وإنهاء هذه المعاناة التي فُرضت على المرأة والرجل ونتمتع بمجتمع مُستقر نسبياً..
للتعرف اكثر على المفاهيم والأدوار الجندرية نوصي بالمقالات الآتية :-
“مفاهيم جندرية”.. من ملكية الجسد إلى تطبيع الشذوذ
“الجندرة”.. كيف انتشر مفهوم النوع الاجتماعي؟
الكاتب / سجاد سفيح
التدقيق والتحرير / فرح منير
المصادر:
كل ماذكر اعلاه هو من رأي الكاتب الشخصي .