كوديا – GUDEA

لا يوجد أحدٌ بيننا لا يعرف ما هي حضارة سومر، ولا بد، على الأقل، أن نكون قد قرأنا أو سمعنا عن بعض حكامها وعن تقديمهم أو إنجازهم لأهداف عظيمة. في هذا المقال سنتحدث عن أحد ملوكها وهو (كوديا)، هذا الإسم الشهير قد يكون متداولًا كثيرًا بين البعض لدرجة أننا قد نسمع محلاتٍ تجارية أو مطاعم أو نحوها من الاماكن التي تستعير هذا الإسم. أِقرأ معنا هذا المقال للتعرّف عن هذا الملك وعن حضارته وماقدمه في عصره.

0

كوديا – GUDEA

 

هو الملك الثاني عشر لسلالة لكش، حكم من سنة (2124-2144 ق.م)، هو من أشهر الملوك السومريين لسلالة لكش التي كانت تحكم جنوب بلاد وادي الرافدين (ميسوباتيا) التي تعد اقدم المدن السومرية ( حكم قبله اوربابا وبعده اورننورسو). من الممكن أن يكون كوديا ليس من لكش لكنه تزوج نيتالا ابنة الملك اوربابا (2144-2164ق.م). حسب النقوش التي وصلت وأُكتشِفَت تبيّن أنّ لكش كانت تعيش عصرًا ذهبيًا واستقلالًا عاليًا. وقد كانت فترة حكم كوديا جزءا من النهضة السومرية.

كان لقب كوديا (اسني ) أي ملك المدينة أو الحاكم، ولم يختر لقب ( لوغال)، أي الأكثر تعاليًا، وهو الذي كان يستخدم من قبل ملوك وحكام لكش.

قام كوديا بعدة حروب وغزو لعيلام واشنان وعلى الرغم من ذلك فإنّ النقوش التي وجدت تؤكد على التطور الذي حصل خلال فترة حكمه من بناء قنوات ري، معابد وهدايا ثمينة للالهة. هنالك أكثر من 2400 نقش لإسمه، وأيضًا يصف حملته التي استمرت 20عامًا لتحسين المدينة، ويذكر أيضًا أنه كان راعيًا للفنون.

قام كوديا ببناء المعابد في مدن أور، نيبور، اداب، أوروك وتل المدينة. من العوامل التي تدل على قوة كوديا السياسية هي اعطاء ابنة اوربابا كزوجة لكوديا، وكذلك من الأدلة على قوته، فقد اظهرت  بعض الحفريات قرب امارة اشنان على وجود بعض الاسلحة القديمة  التي تعود الى العصر السومري وهذا يدل على القوة العسكرية في عصره.

تم العثور على مايقارب ال 27 تمثالا لكوديا، وكانت العديد من التماثيل مقطوعة الرأس وهناك أيضًا رؤوس منفصلة سميت كوديا في النقش التفاني المنحوت على معظم التماثيل، وكانت في بعض الحالات مجهولة الهوية. عُثِرَ على رأس تمثال كوديا عام 1877 وتم العثور على الجسد عام 1903.

تماثيل كوديا: هي التماثيل التي صنعها كوديا للآلهة الأكدية بسبب القوة الاكدية في ذلك الوقت. تتميز بصلابتها ومتانتها ودقتها العالية وكانت المواد المستخدمة في صناعتها قد جلبت من اماكن مختلفة، الأحجار جلبت من جبال الامانوس، خشب الارز من لبنان، النحاس من شبه الجزيرة العربية، وهدب والأحجار الكريمة من الصحراء التي تقع بين كنعان و مصر، و دوريت من ماجان عمان، والأخشاب من دلمون (البحرين).

أسطوانات كوديا : هي عبارة عن زوج من الأسطوانات مصنوعة من الطين النضج قام أيضًا بصناعتها كوديا وتعود إلى حوالي (2125 ق.م). مدون عليها أسطورة بناء معبد (أي نانو ) باللغة السومرية وبالخط المسماري. تم أِكتشافها عام 1877م خلال أعمال الحفريات عند تالوها (جيرسو القديمة). أما عن مكان تواجدها في الوقت الحالي فهي موجود في متحف اللوفر ببباريس- فرنسا، وتعد أكبر أسطوانات مسمارية مكتشفة إلى الآن، وتحتوي على أطول نص معروف باللغة السومرية.

 

لكش

تقع لكش في منتصف الطريق بين نهري دجلة والفرات في جنوب شرق العراق كان الإسم القديم (جيرسو)، وكان لكش يشير إلى موقع جنوب شرق ججيرس، أصبح فيما بعد إسم المنطقة بأكملها.

تأسست لكش حوال (5200-3500 ق.م)، وكانت لا تزال محتلة حتى أواخر العصر البارني 247 ق.م- 224م فترة الأسر المبكرة. أطلق حكام لكش على أنفسهم لقب (اللغال)الملك، الا أن المدينة لم تدرج أبدًا في الشريعة الرسمية الملكية.

يمكن العثور على أكثر من 30 تمثالًا لكوديا جالسًا أو واقفًا في المتاحف المتواجدة في جميع انحاء العالم بما في ذلك:

-متحف اللوفر باريس, فرنسا Louvre Museum

-المتحف البريطاني- British Museum

-متحف كليفلاند –Cleveland Museum

 

الكاتب | سارة ضياء
التدقيق والتحرير | نور علي

 

المصادر :-

Statue of Gudea, named “Gudea, the man who built the temple, may his life be long”

Gudea – Britannica

The Literature of Ancient Sumer – Jeremy A. Black

Leave A Reply