الهستيريا الجماعية
من هو وجه الشر وكيف شكله؟ وكيف يؤدي الضحك الى الموت!؟ ما هي الهستريا الجماعية؟ لنتعرف اكثر عن الهستريا الجماعية من خلال هذا المقال !
الهستيريا الجماعية
نوع من انواع الاوهام الجماعية يعرف بالمرض الجماعي نفسي المنشأ وهو اضطراب سريع الانتشار حيث تظهر مؤشرات المرض واعراضه التي تؤثر على افراد مجموعة متماسكة اذ ينشأ من خلل في الجهاز العصبي يتسبب في استثارة الوظيفة او فقدانها وبناء عليه لا ترتبط الالام الجسدية التي تظهر بشكل غير واعٍ بأي اسباب عضوية للمرض ، اذ تبدأ اعراض مرضية لدى جماعة سكانية منفصلة رغم غياب العامل الفيروسي او البكتيري المسؤول عن العدوى.
ووفقاً لما ذكره بالارتناسينغام وجانكا ما تزال الهستيريا الجماعية الى يومنا هذا عسيرة الفهم لعدم وجود اليقين الذي يخص اعراضها المرضية.
والذي تشتمل اعراضه على :
- اعراض ليس لها اساس عضوي معقول
- اعراض عابرة او حميدة
- اعراض سريعة البدء والشفاء
- حصوله في مجموعة منفصلة
- وجود حالة قلق غير عادية
حيث تصنف الهستيريا الجماعية من قبل المعالج النفسي سايمون ويسلي الى صنفين؛
هستيريا القلق الجماعية: متكونة من نوبات عُصاب حاد والتي تصيب بشكل اكبر التجمعات داخل المدارس وتنتقل عن طريق التواصل البصري.
الهستيريا الحركية الجماعية: وهي اضطرابات في السلوك الحركي تصيب اي فئة عمرية ويسبقها توتر حيث يكون انتشارها بشكل تدريجي.
وهنا يتداخل بعض العلماء ممن يشككون في صحة تعريف العالم السابق ويسلي، حيث لعلي غومبيه وزملائه في جامعة مايدوغوري في نيجيريا رأي اخر.
ويصفون حالات تفشي كل من هستيريا القلق الجماعية والهستيريا الحركية الجماعية لا يقدم الدليل التشخيصي الاحصائي للاضطرابات العقلية تشخيصاً محدداً لهذه الحالة. وذكر غومبيه في ابحاثه المسجلة لعام 1997 ان في حالة الهستيريا الوبائية تظهر الاعراض المشتركة ضمن مجموعة محددة من الناس بعد تعرضها لمسبب مشترك وليس مجموعة منفصلة واسباب مختلفة.
جمع تيموثي إف جونز من وزارة الصحة في ولاية تينيسي الأعراض التالية بناءً على درجة تواترها في حالات التفشي التي وقعت بين الأعوام 1980-1990:
الصداع، الدوار، الغثيان، التقلصات او آلام المعدة، السعال، الاجهاد والنعاس والكثير غيرها لأنها تتولد من مرض غير معروف اصله وليس له وجود.
يكون تأثيره على المراهقين والاطفال اكثر من غيرهم من الفئات العمرية نظراً لانهم ميالين الى الانفتاح الاجتماعي مع ذلك لم يثبت ذلك بشكل قاطع في الابحاث، احدى الحالات المسجلة لهذه الفئات العمرية في المغرب حيث اصيبت 54 طالبة ثانوية بأعراض حالة الهستيريا الجماعية وكانت تتراوح اعمارهم بين 13 و16 سنة بعد تعرض احدى صديقاتهم لنوبة صرع. واهم مساهم في انتشار الهستيريا الجماعية هو التغطية الاعلامية المستفيضة عن المرض تسهم في مفاقمة الاوضاع وتفشيها بشكل اسرع حيث ينصح العالم جون والير بأنه سرعان ما يتم تشخيص المرض على انه نفسي المنشأ فلا ينبغي على السلطات اضفاء تغطية اعلامية او اهتمام خاص به كمثال على دراسة حالة أجريت في مصنع بسنغافورة اسهم بجلب طبيب تقليدي للقيام بعملية طرد ارواح شريرة اسهم ذلك في انتشار المرض.
تواجه الابحاث والدراسات صعوبة في اجراء اللازم بما فيها غياب فرص اجراء اختبارات ضابطة وينطوي على صعوبات خاصة تواجه العلماء والباحثين في هذا المجال. ذكر بالاراتناسينغام ان طرائق تشخصي الهستيريا الجماعية تبقى موضع اختلاف. ووفقاً لجونز فالآثار الناجمة عن المرض الجماعي نفسي المنشأ يصعب التفريق بينها وبين آثار الارهاب البيولوجي اذ تنتشر العدوى او التعرض لها بشكل سريع.
تاريخياً سجلت اول حالات الهستيريا الجماعية المدروسة في القرون الوسطى وكانت حالة وبائية للرقص الجماعي مثل رقص سانت جون وداء الرقص الهستريائي كان الاعتقاد السائد حينها يربط تلك الحالات بالتلبس بأرواح شريرة او قرصة احد انواع العنكبوت المعروفة حينها وهي الرتيلاء، حيث اشترك المصابون بهوس الرقص في مجموعات راقصة كبيرة استمرت احياناً لأسابيع دون توقف وترافق الرقص خلع الملابس والعواء والاتيان بحركات غريبة وزُعم ان بعض المصابين استمروا بالرقص والضحك والبكاء حتى الموت ويذكر أن وباء الرقص تفشى في جميع ارجاء اوروبا حينها.
في حالة اخرى مسجلة اثناء العام 1962 انتشر وباء الضحك في تانغانيكا في قرية كانشاسا او قريباً منها في الساحل الغربي لبحيرة فيكتوريا في دولة تنزانيا المعاصرة، وأصاب أخيراً 14 مدرسة مختلفة وأكثر من 1000 شخص.
واخر الحالات المسجلة والمعلن عنها كانت في 2019 اورد اعلامي BBC بأن طالبات في مدرسة كيتيره الثانوية الوطنية في كلينتن ماليزيا بدأن بالصراخ وزعم البعض بأنهن رأين وجهاً يمثل الشر بعدها اقترح الدكتور سايمون ويسلي من مشفى كينج كوليج في لندن أن الحادثة كانت شكلاً من أشكال السلوك الجماعي المضطرب. وقال عالم الاجتماع الطبي والكاتب الأمريكي روبرت بارتولوميو بأنه لا تعتبر صدفة أن مقاطعة كلنتن الأكثر محافظة بين مقاطعات ماليزيا هي الأكثر عرضة لانتشار المرض ودعم هذا الرأي الأكاديمي أفيك مور الذي يطرح فكرة أن التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية في المدارس داخل مقاطعة مثل كلنتن ذا صلة بانتشار المرض وذكر الاخير أن البيئة المقيدة هي سبب نشوب موجة الصراخ في الثقافة الماليزية تعتبر المقابر والاشجار أماكن شائعة لوجود الأرواح الخارقة للطبيعة ولذلك استجابت السلطات لهذه الحادثة وقامت بقطع الأشجار المحيطة بالمدرسة على الرغم من اثبات ان اعراض الطالبات كانت غير مرضية انما نفسية المنشأ. ولما له من علاقة ذكرت تقارير اوردت حدوث المرض الجماعي نفسي المنشأ في الكثير من الأديرة الكاثوليكية في المكسيك وإيطاليا وفرنسا واخراً الى الان لم يتم التوصل بشكل مباشر الى اسباب محددة للهوس الا انه موجود وفقاً للدراسات والبحوث المسجلة سابقاً عن اصابات واعراض قد حدثت في اماكن متفرقة.
الكاتب / مينا سعد
التحرير والتدقيق / نور علي
المصادر : قاموس بروكهاوس الموسوعي والموسوعة السوفيتية الكبرى وويكبيديا
المراجع : بوابة علم النفس ، بوابة الطب