صَباخ فخِري يعَزفُ لحنَ الرحيل
" أنا أرى أنَّ الغناء الصحيح هو تطهير" . قالها المطرب الراحل صباح فخري ، وهو ثاني من دخل البيت العربي بعد السيدة أُم كُلثوم ، والمخلد في موسوعة غِينيس للأرقام القياسية لـ غنائهُ لمدة عشرة ساعات متواصلة دون توقف . سنتعرف في هذا المقال على أحد أعلام الموسيقى الشرقية ، "صباح فخري " (2021-1933)
صباح فخري
“ أنا أرى أنَّ الغناء الصحيح هو تطهير” . قالها المطرب الراحل صباح فخري ، وهو ثاني من دخل البيت العربي بعد السيدة أُم كُلثوم ، والمخلد في موسوعة غِينيس للأرقام القياسية لـ غنائهُ لمدة عشرة ساعات متواصلة دون توقف . سنتعرف في هذا المقال على أحد أعلام الموسيقى الشرقية ، “صباح فخري ” (2021-1933)
حياته :
صباح الدين أبو قوس الحلبي . ولد في 2 أيار من عام ( 1933 )
دخل صباح فخري أكاديمية الموسيقى العربية في مدينة حلب السورية ، لم يكن لقبهُ الفخري ، وإنما مُنِحَ إِليه تقديراً لموهبتهُ من قِبَل الزعيم السوري القومي ” فخري البارودي ” . والذي كان يُعتبر مرشدهُ وداعمهُ الأول منذ بدايته في شبابه وصغره . وكان سبب ذلك الدعم هو ابقاء صباح فخري في سوريا وعدم مغادرتهُ إلى إيطاليا .
بداياته مع الفن :
درس الموشحات ( قصيدة على شكل أبيات شعرية موزونة ) وكذلك أكمل دراسته في الإيقاعات ورقص السماح ، وتعلم العزف على العود وكان أخر ما درسه ” الصوفليج ” أو التربية الموسيقية. وهي تُعتبر دراسة لكل ما يتعلق بالغناء والعزف والألحان والأصوات الموسيقية . كما يعتبر هو طريق الاحتراف إلى الموسيقى .
ودرس على أيادي أساتذة أعلام الموسيقى العربية كالشيخ علي درويش ، الشيخ عمر البطش ، مجدي العقيلي ونديم أبراهيم الدرويش وغيرهم .
وخلافاً للكثير من الفنانين العرب الذين درسوا في القاهرة ، لم يدرُس صباح في القاهرة أو خارجها أبداً ، وبقى مُصراً على الدراسة في سوريا وذلك لأن شُهرته مرتبطة بالإرث الفني في موطنه سوريا .
وكانت أولى عروض ألهامة ، قدمه في القصر السوري أمام الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس الوزراء جميل مُردَم بيك عام 1948.
عندما كان يقف صباح فخري على المسرح كان يحرص على صنع جو مناسب وتواصُل بينه وبين الجمهور . ففي رأيه ” أن الجمهور يلعب دوراً أساسياً في إخراج القدرة الإبداعية لدى المُؤدي . فعلى الجمهور أن يبقى يقظً تجاه الموسيقى والكلمات ، وبالتالي من شأن ذلك ان يجعل الجمهور يُقدّر الموسيقى التي تُعطى له ”
يُعتبر صباح فخري واحد من القلّة من الفنانين الذين يتحدثون العربية الذين حصلوا على شعبية كبيرة وصلت لـ قارات أوربا ، أسيا ، الأمريكيتين وحتى الأسترالية . وخُلِدَ اسمه في موسوعة غِينيس للأرقام القياسية وذلك بسبب غنائه في كاراكاس ( فنزويلا ) المتواصل لمدة عشرة ساعات متواصلة دون توقف . وأصبح عضواً مُمثلاً عن الفنانين في مجلس الشعب السوري في عام 1998.
من انجازاته :
لم يتوقف صباح عند الغناء فقط ، وإنما كان مُغني و ممثل وملحن وتعامل مع العديد من الفنانين الكبار . وكان من أعماله السينمائية فيلم ” الوادي الكبير ” مع المطربة ” وردة الجزائرية ” وشارك في فيلم ” الصعاليك ” عام 1965. ومن برامجه التلفزيونية ” أسماء الله الحسنى ” مع عبد الرحمن آل رشي ومنى واصف وزيناتي قدسية .
ومسلسل ” نغم الأمس ” مع رفيق سبيعي وصباح الجزائري . حيث سجل ووثق ما يقارب (160) لحناً ما بين أغنية وقصيدة وموشح وموال وقد ، حفاظًا على التراث الموسيقي العربي الذي تنفرد فيه مدينة حلب السورية.
لحن وغنى صباح قصائد عربية لأبي الطيب ، المتنبي ، أبي فراس الحمداني ومسكين الدرامي . كذلك لحن لشعراء معاصرين مثل فؤاد اليازجي وأنطوان شعراوي وجلال الدهان وعبد العزيز محي الدين الخوجة وعبد الباسط الصوفي . غنى لأبن الفارض والرواس وأبن زيدون وأبن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب وشارك في العديد من المهرجانات العربية والدولية .
جوائزه :
لقد منح صباح فخري عدد كبير جداً من الشهادات والجوائز والوسوم من أرفع المستويات ، والتي لبس لها مَحل لذكرها كلها ، لكن كان أبرزها غنائه في قاعة نوبل للسلام في السويد ، وفي قاعة بيتهوفن في بون ألمانيا . ومن الجوائز التي نالها وسام تونس الثقافي الذي قلدهُ إياه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عام 1975 ، ووسام التكريم من جلالة السلطان قابوس عام2000 ، ونال الميدالية الذهبية في مهرجان الأُغنية العربية في دمشق عام 1978، وقلدهُ الرئيس السوري بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة في 12 شباط/ فبراير عام 2007 في دمشق .
زواجه :
تزوج صباح مرتين الزوجة الأولى أنجبت لهُ ثلاثة أولاد وهُم (محمد وعمر وطريف) وتوفيت ، فتزوج الثانية التي أنجبت لهُ إبنهُ المُطرب أنس فخري ، وفي صباح 2 نوفمبر 2021 يوم الثلاثاء رحل أشهر قامات الغناء العربي الأصيل ” صباح فخري ” مُخلداً التراث العربي والعديد من الأغاني والألبومات منها ” بيت الدين ” و ” أسقي العطاش ” .
إحدى أُغنِيات صباح فخري :
هَيّمتني تَيّمتني
عَن سِواها أَشغَلتني.
أختُ شمسٍ ذاتِ أُنسٍ
دونَ كَأسٍ أَسكَرتِني.
ذاتِ عَقدٍ ذاتِ بندٍ
أَسبَلتهُ فوقَ نهدٍ.
لَستُ أَسِلوها ولوَ
في نارِ هَجرانٍ كوَتني.
أيُها السِاقي فذَنبين
بأسِمٍ مِن قد أَنستِني.
الكاتب / جمانة جمال
التدقيق والتحرير / فاطمة الطائي
المصادر :