زُحل والحلقات السبع

في طفولتنا لا بد وان مر على مسامعنا كوكب زحل، سترسم لااراديا في الاذهان صورته وهو محاط بحلقة تشبة حلبة سباق السيارات دعونا نتعرف على تلك الحلقه ومنشأها واعدادها اكثر من خلال هذا المقال

1

زُحل والحلقات السبعة

في طفولتي كُنتُ كلما يَمر على مسمعي زُحل تتراود في ذھني صورتَهُ التي
رسمتھا وھو محاط بِحَلَقة تُشبه حلبة سباق السیارات .
لابد لنا ان ناخذ نظرة عامة عن الكوكب قبل الحدیث عن تلك الحلقات التي
تمیزه. يُعتَبر زُحل كوكب غازي، و سادس كوكب من حیث البعد عن الشمس
وثاني أكبر كوكب في المجموعة الشمسیة. ویعتبر ابعد كوكب عن الارض یمكن
رؤیتهُ بالعین المجردة، یظھر زحل للعین المجردة في سماء اللیل كنقطة مُصفَرة.
ویأخذ زحل ما یُقارب 29 سنة ونصف لِيتم دورة كاملة حول الشمس. لكن أبرز
سمات الكوكب و التي جعلتهُ محط جذب للعلماء ھي – حلقاتهِ – یمكن رؤیتھا
بشكل أفضل من خلال التلسكوب. على الرغم من أن الكواكب الغازیة العملاقة
الأخرى في النظام الشمسي – كوكب المشتري وأورانوس ونبتون – لھا حلقات
أیضاً ، إلا أن حَلقات زُحل بارزة بشكل خاص ، مما جعلھا یطلق علیهِ لقب
“الكوكب الدائري”.
كان جالیلیو جالیلي أول من رأى حلقات زُحل في عام 1610 ، على الرغم من
أن الحلقات من تلسكوبهِ بدت أشبه بمقابض أو أذرع. بعد خمسة وأربعین عاماً ،
في عام 1655 ، اقترح عالم الفلك الھولندي كریستیان ھیغنز ، الذي كان یمتلك
تلسكوباً أكثر قوة ، أن زحل لهُ حلقة رقیقة ومسطحة. مع تطویر العلماء لأدوات
أفضل ، استمروا في معرفة المزید عن بُنية الحلقات وتكوینھا.
تَعّدُ حلقات زحل من أكبر غرائب الفضاء، لكن، وبما أن المراكب الفضائیة
أصبحت تستطیع الاقتراب أكثر من ذي قبل لھذه الحلقات، فقد أصبح باستطاعتنا
الآن الحصول على صورة أكثر وضوحاً لِمُّكَونات ھذه الحلقات ومعرفة السّر
وراء ظھورھا للوجود. حلقات زحل لیست كتلة صلبة مثلما یتراوى للبعض بل
ھي عباره عن قطع من المذنبات او الكویكبات او الاقمار التي تحطمت قبل ان
تصل الى كوكب زحل حیث مزقتھا جاذبیة زحل القویة بالاضافة الى ذالك تتكون
من بلایین القطع الصغیرة من الجلید والصخور مغطاة بمادة اخرى اصغر مثل
الغبار وتتراوح احجامھا من حجم ذرات الغبار الى قطع كبیرة وعملاقة تصل
الى حجم المنزل وعدد قلیل بحجم جبال. و اقترحت دراسة أجریت عام 2016
أيضاً أن الحلقات قد تكون جثث الكواكب القزمة. ترتبط كل ھذه القُطَع
والمخلفات وتتفاعل مع جاذبیة الاقمار المحیطة بالكوكب لتعطي ھذا الشكل
الشبیه بالحلقات. ومن المثیر للاھتمام أن كل حلقة تدور بسرعة مختلفة حول
الكوكب.
نأتي الان مع الألوان الوردیة المتلألئة ودرجات اللون الرمادي والبني ، تشبه
الصورة التي تم إصدارھا حدیثاً لحلقات زحل لوحة جداریة حیث تكون الطبیعة
ھي الرسام.

حَلَقات زُحل تَتكون أساساً من جلید الماء. نظراً لأن جلید الماء النقي أبیض ،یُعتقد أن الألوان المُختلفة في الحلقات تعكس كمیات مُختلفة من التلوث بمواد أخرى ، مثل الصخور أو مركبات الكربون. بالاقتران
مع المعلومات من أدوات كاسیني )ھي مركبة مداریة ضمن مھمة ھي مشروع تعاوني بین وكالة ناسا ووكالة الفضاء Cassini-Huygens الأوروبیة ووكالة الفضاء الإیطالیة الأخرى(، ستساعد صور كاسیني العلماء
على تحدید تكوین نظام حلقات زحل. يمتد نظام حلقات زحل الى 175000 ميل (282000 كيلومتر) من الكوكب ومع ذلك يبلغ ارتفاعها الرأسي عادةً حوالي 30 قدماً (10 امتار ) في الحلقات الرئيسية .

تمت تسمية الحلقات أبجدياً بترتيب اكتشافها “A,B,C,D,E,F,G”,واما ترتيبها من حيث قربها من كوكب زحل فتبدأ بالحلقة D والحلقة C و الحلقات A و B ثم قسم كاسيني ( فجوة يبلغ عرضها 2920 ميلاً اي 4700 كيلومتراً ) والحلقة F واخرها الحلقات G و E و هي قريبة نسبيا من بعضها البعض , الحلقات DوEوFوG الاكثر خفتاً وقد تم اكتشافها مؤخراً . هذه الحلقات ليست دائرية بشكل مثالي لكنها تحتوي على بعض الإنحنائات بسبب الجاذبية من الاقمار القريبة منها . تعد الحلقات A و  B الاكثر لمعاناً وB هي الاكثر عرضاً وسمكاً من بين الحلقات الستة أما C فيطلق عليها ب( حلقة الكريب ) لانها اكثر الحلقات شفافية , في حين اننا بالكاد نستطيع رؤية الحلقة D اما بالنسبة للحلقة F فهي ضيقة ومتماسكة عن طريق قمريي باندورا وبروميثيوس اللذان يتواجدان في كلا الجانبين من الحلقة ويطلق عليهما ” القمريين الراعيين ” لأنهما يتحكمان في حركة الجسيمات المكونة لهذه الحلقة . الحلقتيين الأبعد هما G ومن ثم  F في النهاية. الحلقة Eمصنوعة من جسيمات صَغیرة جِداً تكاد تكون جسیمات مِجهَّرية ولقَّد شََّكَلت أحجیة للعلماء لأنهُ یعتقد وعلى العكس من بَقیة الحلقات بأنَها تشَكَّلت نتیجة لِجُسَيمات قادمة من الأقمار المحیطة بھا حیث یعتقد العلماء أَنَّها تتكون من جسیمات جلیدیة قادمة من السخانات البركانیة بالقُرب من القُطبا لجنوبي للقمر إنسیلادوس.

بين ھذه الحلقات العدید من الفجوات والتي سُّمیتَ تَیَمُّنَناً بِأسماء علماء الفلك الذین كَرَسوا حیاتھم لدراسة ھذا الكوكب العجیب. في وقتٍ متأخر من مِھمتھا ،سافرت المركبة الفضائیة كاسیني بالقرب من الحلقات أكثر من أي مركبة فضائیة أخرى.جمع المسبار البیانات التي لا تزال قید التحلیل ،لكِنَها قدمت بالفعل رؤیا حول ألوان بعض أقمار زحل. في الفجوات بین الحَلقات ، اكتشف المسبار مواد كیمیائیة معقدة بشكل غیر عادي في “المطر
الحلقي” للحُطام المتساقط من الحلقات في الغلاف الجوي ، وأجرى قیاسات
جدیدة للحَقِل المغناطیسي للكوكب ، والذي ینتج تَياراً إلكتروناً قویاً. كل ھذه
المعلومات ستساعدنا في فھم تركیب وطبیعة الحلقات التي تحیط زحل بصورة أكبر.

 

الكاتب / ثريا جعفر 
التحرير والتدقيق / سرى ناطق 

المصادر :

المصدر الاول 

المصدر الثاني 

المصدر الثالث 

1 Comment
  1. Huda Mohsen says

    عاشت ايدك بالتوفيق ?

Leave A Reply