جلال الدين الرومي

أنا مولودٌ للعشقِ.

جَـلال الديـن الرُومـي وهو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري، وُلِـدَ عام 1207/30/9 ميلادي وعُـرِفَ بأسم “مُولانا” شاعِر متصوف مسلم ،عالِم الفِقـه الحنفية،انواع الخلاف والعلوم،ولُدَ في البلخ،افغانستان وتنقل بين نيسابور،الري،بغداد والحِجـاز وكل هذا لم يكن يتجاوز الرابعة عشر من عمرهُ .

كيف بدأ بالتصوف وترك الدين والفتي؟

بدايةً استقر في قونية دولة السلاجقة الاتراك وعُرِفَ بالبراعة بالعديد مِـن المجالات الاسلامية ودَرَسَ الدين في قونية لأربع مدارس وعِندما تُوِفيَّ والدهُ ترك التصوف عام 642 هـ، ف شغل نفسهُ بالرياضة وسماع الموسيقى وتنظيم الاشعار وإنشادها.

تزوج جلال الدين الرومي مرتين،المرة الاولى من جوهر خاتون وهي ام اولادهُ الاثنين والثانية التي عاشت بعدهُ.

كان شيخهُ الاول “برهان الدين الترمذي “فارق كبير حصل في حياة جلال الدين الرومي،

شجع برهان جلال الدين وحثه على السفر للبحث عن الأساتذة والاستزادة من معارف العصر كاملةً، فسافر مولانا إلى الشام لتحصيل العلوم، والتي كانت في ذلك الوقت أكثر مراكز العلم إشراقًا في الإسلام، وكانت أكثر إقامة مولانا ما بين دمشق وحلب، وهناك التقى بالعديد من العلماء ورجال التصوف مثل: سعد الدين الحموي، والشيخ عثمان الرومي، كما حضر مجالس علم كمال الدين بن العديم، ومن ثم عاد جلال الدين الرومي إلى قونية، عالمًا بارزًا في العلوم الإسلامية، وتقدم علماء وفقهاء الشرع لاستقباله، واحتفى به أتباع التصوف، وعدوه واحدًا منهم، وبعد وفاة برهان الدين عام 638 هـ، تولى جلال الدين تدريس ما حصله من العلوم إلى طلاب العلم في المدينة، كما عمل بالإرشاد، وأصبح له مريدون من كل بقاع الأرض يأتون ليحضروا مجلسه، وذلك حتى عام 642 هـ.

رحلة تحول جلال الدين من فقيهٍ حنفيّ الى شاعر روحاني عند لقائهُ ب شمس التبريزي قال :
«كأنما توقفت الأرض فيها عن الدوران».
بسبب دخول شمس في حياتهُ تحولت حياتهُ وكرّسها للصوم والصلاة والعشق الروحاني، كان يصوم يومين ويفطر يومًا فقط وحقدوا على شمس ولقبوهُ بالساحر والشيطان واستمروا بإعتراض طريقهُ في الشوارع وضربهُ بالحجارة بعدها لم يتحمل شمس كل هذه الاهانات وقرر الخروج من قونية بعد ١٦ شهرًا ولم يقُل مكانهُ لأحد حتى لتلميذهُ جلال الدين،من خلال الفترة التي غاب فيها شمس والشوق الكثير الذي طلَّ على جلال الدين فاصبح شاعرًا روحانيًا يُـعبر عن شوقهُ لشمس من خلال الكتابة وتنظيم الاناشيد والرقصات ،عاد وغاب مرة ثانية بسبب كُثرة التعصب التي واجهها .

كان جلال الدين صورة مُصغرة لفكر شمس تبريز اذ تمكن من خلال اشعارهُ أن يخلق صورة تحاكي لمقالات شمس اذ قال:
“إذا شئتم أن تُطلق أجنحة أرواحكم المقيدة، وتصلوا إلى تلك الناحية من الزمان والمكان، فعليكم أن تتحروا من الألوان المختلفة، وتتصلوا بالعالم الذي لا لون له».

وبعد اختفاء شمس الدين النهائي، ركز جلال الدين مع تلميذه صلاح الدين زركوب، فكان يبحث معه قضايا التصوف والجذبات الصوفية، وقد أصبح جلال الدين حينها واحدًا من أهم أعلام التصوف، وله طريقة سميت بـ«المولوية»، وقد ركزت طريقة جلال الدين على السماع والإنشاد الصوفي، ومدى تأثير السماع في نفس الصوفي وانجذابه ووصوله إلى درجات الكمال.

من اشهر اقوالهُ :
•توقف عن التصرف ك جزء صغير ،انتَ العالَم في جزء مُعين.٠
•مَنْ لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقاً لا شيء فيه حي
•إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى.
•هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس.

لدى جلال الدين العديد من الكُتب ومن اهمها:

مثنوية المعاني،الديوان الكبير،الرباعيات،النثر،المجالس السبعة والرسائل.

من ابرز الاحداث التي تدل على تأثير جلال الدين الصوفي على الاحداث الحديثة والمعاصرة وهي استمداد احداث رواية قواعد العشق الاربعون من السيرة الذاتية للصوفي المشهور حيث وصلت عدد النسخ في تركيا الى اكثر من مليون نسخة ،بعد عِدة اعوام تُرجِمَتْ الى لُغات مُختلفة وتصدرت قوائم الاكثر مبيعًا للكُتب في الكثير من البلدان حولَ العالم.

تُوِفـيَّ عام 1273/17/9 ودُفِـنَ في متحف مولانا.

الكاتب / مريم عقيل
التحرير والتدقيق / سرى ناطق

المصادر :

«أنا مولودٌ للعشق».. رحلة تحوُّل جلال الدين الرومي من فقيهٍ حنفيّ إلى شاعر روحاني.
ويكيبديا