الجانب المُشرق للفيروسات

هل يمكن أن تكون للفيروسات فوائد تعود علينا وعلى النظام البيئي بالمنفعة بغض النظر عن أنها تسببت بأوبئة هلك على أثرها ملايين الضحايا ...تعرف على الجانب المثير للفيروسات من خلال قراءة المقالة ..

0

الجانب المُشرق للفيروسات

هل يمكن ان تكون للفيروسات فوائد تعود علينا وعلى النظام البيئي بالمنفعة بغض النظر عن إنها تسببت بأوبئة هلك على اثرها ملايين الضحايا ..تعرف على الحانب المشرق للفيروسات من خلال قراءة المقال

الفيروس هو كائن حي مجهري طُفيلي,عبارة عن مجموعة من الشفرات الجينية إما الحمض النووي DNA او RNA ومحاط بغلاف بروتيني, لايستطيع التكاثر خارج الخلايا الحية وبمجرد أن يدخل خلية المضيف يبدأ في التكاثر . على الرغم من الصورة الشائعة عن الفيروسات وأضرارها إذ ماتَ خلال القرن العشرين وحده مايقارب 50-100 مليون شخص بسبب الانفلونزا و 200 مليون شخص اثر وباء الجدري المائي وغيرها من الأوبئة المتعددة, الا ان للفيروسات جوانب مفيدة متعددة اذ يرجع سبب الصورة التقليدية المحفورة في أذهاننا إلى إن
علماء الفيروسات درسوا الجانب المرضي فقط وهذا يعتبر تحيز العلم كان دائمًا يدور حول أضرارها متغاضين عن دورها الفعَال في دعم الحياة على الأرض .

– دور الفيروسات في المحيطات : يمكن أن يحتوي مليلتر واحد من مياه سطح المحيط على 10 ملايين فيروس إذ تعتبر الفيروسات أكثر الكائنات الحية وفرة في المحيطات, Phages الفيروسات التي تصيب البكتيريا أو الفيروسات ملتهمة البكتيريا لها دور مهم جدًا في المحيطات والأمر ذاته بالنسبة للأنظمة البيئية الأخرى على الأرض، تُمكن هذه الفيروسات عمل العوالق البحرية التي تنتج حوالي 50% من الأوكسجين الموجود على سطح الأرض حيث تقتُل الفيروسات حوالي 20% من البكتيريا إذ يؤدي تمزيق الخلايا البكتيرية إلى إطلاق المواد العضوية الموجودة بداخلها وهذا يضمن إن العوالق لديها عناصر غذائية كافية للقيام بعملية التمثيل الضوئي ، فضلا عن إن هذه المواد المذابة توفر غذاءً للكائنات المجهرية لتنمو وبدورها توفر غذاءً للأسماك الصغيرة ، والأسماك الصغيرة توفر غذاءً للحيتان والبشر وغيرها وبهذا تعيد الفيروسات تدوير المواد وبما أن المحيطات تغطي حوالي 70% من سطح الأرض تعتبر الفيروسات عامل مؤثر على طبيعة الحياة على الارض بسبب دورها في عملية اعادة تدوير المواد التي تحافظ على ازدهار الحياة.

– دور الفيروسات في الحفاظ على أعداد أنواع الكائنات الحية :
كلما ازدادتْ أعداد نوع مُعين من الكائنات الحية ينتقل الفيروس ويمحوها وهذا جزء لا يتجزأ من النظام البيئي إذ إن زيادة الأعداد تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي كما هو الحال بالنسبة للبشر إذ كلما حصل ازدياد هائل في الأعداد تنتشر الفيروسات مما يخلق مكان للجميع للعيش.

– دور الفيروسات في دعم الكائنات الحية الأخرى :
وجدت الأبحاث إن الفيروسات تساعد الأبقار على تحويل السيليلوز الى سكريات وتحويلها في النهاية الى حليب، فضلا عن دورها في نمو الفطر قام الباحثين بفحص فطر يستعمر عشب في
حديقة ووجدت الأبحاث أن الفيروس الموجود في الفطر يتحمل درجة حرارة التربة الجوفية إذ أن الفطريات لاتستطيع العيش في التربة الحارة من دون مُساعدة هذه الفيروسات .

-دور الفيروسات في علاج الامراض :
Bacteriophages ( العاثيات )
او الفيروسات المُلتهمة للبكتيريا تمتاز هذه الفيروسات بقدرتها على التأثير على البكتيريا وقتلها بدون أي تأثير جانبي على الإنسان وهي الفيروسات الأكثر وفرة وتنوعًا و تمثل جزءًا من النظام المناعي لدى الإنسان إذ توجد في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي ،التنفسي والجهاز التناسلي ، فالمخاط هو المادة الشبيهة بالهلام التي توفر حماية ضد البكتيريا المُستعمرة وتحمي الخلايا من الإصابة . منذ ما يُقارب القرن استخدمت العاثيات بشكل واسع في الاتحاد السوفيتي للمرضى الذين يعانون من مجموعة أمراض وكانت النتائج مرضية إلا أن معظم التقارير كتبت باللغة الروسية وعندما تمت ترجمتها إلى الانكليزية نظرَ إليها العُلَماء بشك وذلك بسبب نقص التجارب السريرية ، حيث يتم تنقية العاثيات من سوائل جسم المصابين ومن الصرف الصحي وغيرها لإستخدامها إذ استخدمت في علاج الزحار ، عدوى السلمونيلا والتهابات الجلد، حاليا ؛ يتم تعديل بعض انواع العاثيات وراثيًا واختبارها ضد البكتيريا إذ يتم تنقية العاثيات الأكثر تأثيرًا ضد البكتيريا إلى تراكيز أكثر فعالية ويتم الاحتفاظ بها لاستخدامها كعلاج ، إذ تُؤخذ مَسحة من المريض لتحديد نوع البكتيريا في المختبر ويتم اعطاء العلاج ( العاثيات المعدلة وراثياً والمحفوظة مسبقاً )تبعًا لنوع البكتيريا . العلاج ممكن أن يُطَبق مباشرة على الجرح ويمكن إعطاءهُ فمويًا والأبحاث مستمرة لمعرفة أن كان يمكن إعطاءهُ وريدياً.

 Bacteriophages العاثيات ) الفيروسات الملتهمة للبكتيريا
 Bacteriophages الفيروسات الملتهمة للبكتيريا

الدراسات الأكثر أهمية كانت على شكل تجارب على الحيوانات إذ تمتْ تجربة نوع مُعين من العاثيات لاختبار فعاليتها ضد بكتيريا القالون وكانت جرعتين فقط من أصل 6 جرع كافية لإيقاف الاسهال الحاد ( احد اعراض بكتيريا القالون ).

فضلاً عن انه أُقيمت بعض التجارب لعلاج التهابات الأذن الوسطى للحيوانات إذ تم تطبيق العلاج بالعاثيات مباشرة في القناة السمعية وتم أخذ مسحات لتقييم مدى فعالية العلاج إذ كان العلاج آمنًا وفعا لًا لحدٍ كبير.
ويُمكن لبعض الفيروسات المرضية مثل فيروس الهربس ( مع عدم ظهور الاعراض )بتزويد خلايا الدم البيضاء بمادة تساعد على الاستجابة المناعية لتحديد الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالفيروسات المسببة لأمراض أخرى، وعلى الرغم من هذه التجارب إلا إنها غير كافية و لازالت الأبحاث والتجارب مستمرة حول فعالية علاج العاثيات . ومن الجدير بالذكر إن هذه الفوائد لا تعني أن الفيروسات كائنات غير عدائية لكن هناك جانب آخر يجب تسليط الضوء عليه ، يقول توني جولديبرج عالم الاوبئة بجامعة ويسكونسن ماديسون “إذا اختفت الفيروسات فسيكون العالم مكانًا رائعًا لمُدة يوم ونصف تقريبًا وبعد ذلك سنموت جميعًا” النظام البيئي نظام مثالي متوازن ومُتكامل والفيروسات جزء من هذا التوازن لذلك فإن اختفائها يُؤثر بشكل كبير وسيُسبب اختلال كارثي
للنظام البيئي .

 

الكاتب / فرح منير
التدقيق والتحرير / مريم عقيل

 

المصادر:
المصدر الاول
المصدر الثاني
المصدر الثالث

الجانب المُشرق للفيروسات

 

Leave A Reply