هِتلَر كِفاحِي
ستكون في هذه المقالة محاولة لِطرح بعض من افكار هِتلَر الذي خلدها من خلال كتابه "كِفاحِي"، سأذكر بعضاً مِما ذكره والذي يعتبره هِتلَر مبادئ يجب الأخذ بها
هِتلَر كِفاحِي
نظرة هتلر للبرلمان:
في البداية يرى هتلر البرلمان فاشلاً ويحصر ذلك الفشل في اكثر من سبب:
اولاً: عندما يصدر قرار من البرلمان يصدر من بعد التوافق عليه من قبل الاعضاء المنتمين الى عِدة جهات وتوجهات. لذلك عندما يصدر قرار ويكون للقرار تبعات سلبية او يكون قراراً غير صحيح من البداية يصعب العثور على من يتحمل المسؤولية وذلك لِأن القرار صدر بعد توافق من اكثر من شخصية فَلا تستطيع الحصول على شخص او حزب لديه الاستعداد لتحمل الخطأ الصادر منه وتتم محاسبته عليها فلا معنى للقرار إن لم يكن هناك من يتحمل مسؤولية النتائج. وكذلك لا يمكن محاسبة رئيس الحكومة، فكيف تتم محاسبته وقد يصدر قرارات فرضتها مشيئة او تبعاً لتوجه عدة اشخاص؟
ثانياً: بعد خوض الاحزاب في الانتخابات يرتقي منهم نواب الى قبة المجلس ويكونون قد حصلوا على هذا المنصب من خلال احزابهم. هنا يأتي السؤال، هل الاحزاب ستحاول ان ترسل الى البرلمان من لديه الفكر واصحاب الكفاءات والاحساس بالمسؤولية؟ ام سوف ترسل الجَهلة الذين لا يقومون سِوى بطاعة الأوامر وليس لديهم أي اهتمام بنوع الاوامر وتبعاتها واهدافها؟ ويقول “ان نظامنا البرلماني بحالته لا يهمه قيام مجلس تحتشد فيه الكفاءات بقدر ما يهمه حشد قطيع من الاصفار يسهل توجيهه، بحيث يظل الممسك بالخيط من وراء الستار بعيداً عن كل المسؤولية”.
نظرة هِتلَر لليهود: يكره هتلر اليهود كرهاً شديداً ويعود ذلك إلى عدة اسباب من ضمنها:
اولاً: يقول هتلر في بداية وصفه لليهود وبداية تعرفه عليهم” كنت أعتبر اليهود مواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا”. ويذكر إنه قد دافع عن طالب يهودي في المدرسة بعد أن تعرض للإعتداء في يوم من الايام. لكن سرعان ما تغير الموقف من خلال ملاحظته عدم تفاعل اليهود معه فتراهم يحبون الأخذ بالكلام فقط من دون الاخذ والعطاء وابقاء العلاقة على شكلها السليم . “وعجّل في بلورة موقفي من اليهود تكالبهم على جمع المال وسلوكهم السبل الملتوية لبلوغ هذه الغاية”. وكذلك كان يحتقر وصفهم لِنفسهم بِ”الشعب المختار”.
ثانياً اليهود والإعلام: كان هتلر يرى في تشكيل اليهود لبعض النشاطات التوجيهية طاعوناً وذلك لِأن اغلب المؤلفات والنشرات والمسرحيات واللوحات الفنية التي كانت تروّج للإباحية المطلقة والماركسية هي من صنع اليهود.
ثالثاً السيطرة على الصحف: استغرب هِتلَر بعد ان وجد الصحف الرصينة والصحف العالمية كلها تعود إلى اليهود وكلها تعمل على توجيه الرأي العام الوجهة التي تتلاءم مع المصالح والمخططات اليهودية ذات الاهداف البعيدة. وكان هِتلَر في البداية معجباً بالصحف الكبرى والعالمية وكيفية عدم اهتمامها بالصحف التي تنتقدها وطريقتها بالرد إلى ان اكتشف إن جميعها كانت تحت سيطرة ابناء “الشعب المختار” وطريقتها بتوجيه الرأي العام على حسب مصالحهم وطموحاتهم.
ومن الجدير بالذكر في الوقت الذي كان الشباب الألمان يخوضون الحرب على الجبهات كانت الغالبية اليهودية تشغل الوظائف المدنية التي هي بعيدة كل البعد عن الخطر مِما زاد الكره عليهم.
نظرة هِتلَر للتكاثر وتزايد عدد السكان: “ان الطبيعة نفسها تتولّى الحَدّ من تضخم عدد السكان في عهود الفاقة في الأقطار والأمصار ذات المناخ الرديء. ولكنها لا تقف حجر عثرة في طريق التناسل نفسه، بل تقصر تدخّلها على اعتراض سبيل الكائن الجديد وإخضاعه لامتحانات قاسية تعود بِه إلى العدم. إلاّ إذا كان قوّياً وقابلاً للحياة، فتفسح له في مجال البقاء والتناسل. وهكذا تزيل الطبيعة بأساليبها الخاصة العناصر الضعيفة غير الجديرة بالبقاء وتبقي على الأصلح. وهكذا يقضي خفض العدد إلى تقوية النوع.”
اولاً تحديد النسل: من الناحية السياسية والتفكير في المستقبل، الشعوب في تزايد مستمر على حدٍ سواء فإن عَمِلت دولة على تقليص تعدادها السكاني من الاحتمالات الواردة كثيراً إنها مستقبلاً لن تكون قادرة على مواجهة التطور والتكاثر في العالم المحيط المستمر وستكون في نهاية المطاف من ضمن الاطراف الخاسرة. فتحديد نسلها وتقليصه يعني الإندثار مستقبلاً “فلا يبقى في الأرض مكان لشعب خامل، إذا تسلّط الأقوياء على الضعفاء وتوصد أبواب فردوسها في وجوه الذين يصلون متأخرين وقد أضناهم السير الطويل”.
ثانياً الاستعمار الداخلي: وهي طريقة متبعة لأستغلال اراضي البلد كل الاستغلال لإنقاذ الشعب من الجوع ويكون ذلك عن طريق بنائها بالمصانع وزرعها بالمحاصيل. ولكن المشكلة في هذه الطريقة كما يصفها هِتلَر إنها قادرة على اشباع الجيل وقد تكفي جيل او اثنين بعده ولكن في النهاية سينتهي عطاء الارض ويتكاثر الشعب بالشكل الذي يتفوق على إنتاج معامله وتكاثر محاصيله مِما يعود بهم الى نقطة البداية.
“فما كان يكفي أجدادنا من مأكل وملبس منذ مائة عام ، يتطلّب جيلنا خمسة اضعافه”.
ويذكر ايضاً “تأمين الخبز للسكان الآخذ عددهم بالازدياد بالاستيلاء على أراض جديدة وإسكان ملايين الألمان فيها” “السعي إلى إغراق الاسواق بمنتجاتنا فنؤمن بذلك ربحاً كافياً يقينا خطر المجاعة”، “إمّا سياسة التوسّع او سياسة استعمارية وتجارية”.
اعلام الحكومة وتأثير المصداقية:
بعد أن بدأت الحرب العالمية الأولى كان هِتلَر من المشاركين بها ومِما يلفت الانتباه غضب الجنود الألمان من كذب إعلام الحكومة والصحف عليهم “لقد أجهدت الصحف النمساوية والألمانيّة نفسها في التهكّم على العدوّ وإظهاره للقرّاء بمظهر الجبان الرعديد. ولكن آثار هذه الدّعاية الهزيلة قد تبخّرت في ميادين القتال، لأنّ قرّاء الصحف المضلّلة قد اكتشفوا في الأعداء جنوداً شجعاناً”.
في الجانب الآخر قد وصفت الجبهة الثانية للجنود العدو بهذه الطريقة “أما الدعاية الإنجليزية والأميركّية فقد كانت منطقية، نيّرة وبارعة. ففي الوقت الذي كانت تُدخل في روع الشعب أن الألمان برابرة كقبائل ‘الهون’ كانت تُعدّ الجندي للثبات بعناد والتأهّب نفسانيّاً وجسديّاً للمفاجآت المزعجة بحيث يكون بمأمن من الأوهام. فلمّا وجد في الألمان مقاتلين شديدي المراس، وفي سلاحِهم أداة فتك رهيبة، أيقن أن حكومته لم تخدعه واقتنع بأن الألمان برابرة، لا يقلّون همجية عن قبائل الهون” وأدت هذه الدعاية التي وصفت للجندي أن العدو شرس كقبائل همجية وفي يده سلاح قوي إلى ثقة الجندي بقيادته إذ عندما وصل إلى الجبهة وجد في العدو نفس اوصاف حكومته لهم وفي الجانب الألماني استصغرت الحكومة والقيادة العدو وأظهرته للجنود الألمان بصورة الضعيف الجبان وبعد وصول الجندي الألماني للجبهة ورؤيته لجنود الأعداء بصورة مختلف عن وصف الصحف الحكومية له جعل هذا فجوة ثقة بينه وبين القيادة.
بعض أقوال هِتلَر في الكِتاب:
“عندما تقود الحكومة الشعب إلى الخراب بشتى الوسائل والإمكانات يصبح عصيان كل فرد من افراد الشعب حقاً مِن حقوقه بل واجباً وطنياً”
“الفقر رفيق الجهل والمرض ومتى ما اجتمع الثلاثة كفر الشعب بالدولة ومات في النفوس كل شعور وطني”
“ليس العمال بمسؤولين عما تعانيه البلاد من مشاكل، فالمسؤولون هم اولئك الذين لم يحملوا انفسهم عناء الاهتمام بحالة الشعب والعمل على إضعافه ووضع حد لتضليل المضللين وفساد المفسدين”
“وأي معنى يبقى للمسؤولية ان لم يتحملها شخص معين”
“لا يحق للدولة ان تفرض احترامها على الشعب عندما تعبث بالمصالح العامة وتتعمد إلحاق الأذى بهذا الشعب”
واخيراً انضم هِتلَر لحزب الفلاح الألماني كعضو مؤقت رقم “7”.
في النهاية لم تكن هذه السطور إلا اختصار بسيط لبعض من افكار هتلر طرحها في بعض من فصول كِتاب من تأليفه لم يُذكر كل ما طرح في الكتاب ولم يعرض رأي الكاتب فيها تم طرحها فقط لزيادة معرفة القراء في تفكير هذا الحاكم وما كان يدور في رأسه وفي بعض الطرق التي يعتبرها حلول لِهذه المشاكل.
الكاتب / زيد بشار الإمام
التدقيق والتحرير / نور علي
المصدر:
كتاب كفاحي لهتلر